الاسئلة من 116 الى 120


ج: نعم، بل ولا تزال تولد عندهم وتتجدّد، واتخذت صورة واقعية تتمثل في جانبين:
الأول: ما ينسبه شيوخ الشيعة لغائبهم المنتظر من معجزات وخوارق؟
الثاني: ما يدّعيه شيوخ شيعتهم من حصول الخوارق عند قبور أئمتهم، كقصص تتحدث عن شفاء الضريح للأمراض المستعصية، فنذكرُ أن أعمى أبصر بمجرد
مجاورته للضريح!! وأن الحيوانات وخاصة الحمير؟ تذهبُ للأضرحة طلباً للشفاء!! وقصص تتحدّث أن الأئمة في قبورهم تودع عند أضرحتهم الأمانات والودائع فيحفظونها! فارتفعت بذلك أرصده السدنة!([1]).
ج: فريضة من فرائض مذهبهم الشيعي، ويكفر تاركها([2]).
وسأل هارون ابن خارجة إمامهم أبو عبد الله -وحاشاه- (عمّن ترك زيارة قبر الحسين ع من غير علّة، فقال: هذا رجل من أهل النار)([3]).
ج: كثيرة، ومنها:
الغسل قبل دخول المشهد، والوقوف والاستئذان بالمأثورة([4]).
والإتيان بخضوع وخشوع، في ثياب طاهرة نظيفة جديدة([5]).
والوقوف على الضريح وتقبيله: قال آيتهم العظمى محمد الشيرازي: (تُقبل أضرحتهم، كما نُقبّلُ الحجر الأسود)([6]).
ووضع الخدّ عليه([7]).
وقالوا: (لا كراهة في تقبيل الضرايح، بل هو سُنةٌ عندنا)([8]). والطواف به (إلا أن نطوف حول مشاهدكم)([9]).
تعارض: لقد أصدروا هم بأنفسهم روايات تنهى عن ذلك ومنها: (ولا تطف بقبر)([10])، وردّ ذلك علاّمتهم المجلسي بقوله: (يُحتملُ أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوُّط)([11]).
استقبال وجه صاحب القبر واستدبار القبلة:
قال المجلسي: (إنّ استقبال القبر أمرٌ لازم، وإن لم يكن موافقاً للقبلة.. واستقبال القبر للزائر، بمنزلة استقبال القبلة، وهو وجه الله..)([12]).
والانكباب على القبر والدعاء بالمأثورة، ومنه قولهم: (إذا أتيت الباب، فقف خارج القبة، وأوم بطرفك نحو القبر، وقل: يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله: عبدك وابن عبدك وابن أمتك، الذليلُ بين يديك، المقصّرُ في علوّ قدرك، المعترف بحقك، جاءك مستجيراً بذمتك، قاصداً إلى حرمك، متوجّهاً إلى مقامك..) ثم انكب على القبر وقل: (يا مولاي أتيتُك خائفاً فآمنّي، وأتيتُك مُستجيراً فأجرني، وأتيتُك فقيراً فأغني.. يا سيّدي أنت وليي ومولاي..)([13]).
واتخاذ القبر قبلة، واستدبار الكعبة، وصلاة ركعتين إلى القبر وجوباً([14]).
ويعدُّ شيوخ الشيعة هذه الشركيات من أفضل القربات... ويُوهمون أتباعهم بأنّ هذه الشركيات تُوجب (غفران الذنوب، ودخول الجنة، والعتق من النار، وحطّ السيئات، ورفع الدرجات، وإجابة الدعوات)([15]).
(وتعدلُ الحجّ والعمرة، والجهاد، والأعناق)([16]).
تناقض: عن أبي عبد الله -رحمه الله- قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلّى على قبر، أو يُقعد عليه، أو يُبنى عليه)([17]).
ثم أليست هذه النصوص المروية كذباً عن أئمتهم دعوة إلى الشرك بالله عز وجل، وتغيير شرع الله ودينه، واختيار نحلة المشركين على ملّة المسلمين، واستبدال الوثنية بالحنيفية؟ بلى والله الذي لا إله غيره ولا ربّ سواه.
ماذا يسمّى هذا الدين الذي يأمرُ أتباعه باستدبار الكعبة، واستقبال قبور الأئمة، وماذا يُسمّى هؤلاء الشيوخ المفترون، الذين عمّروا بيوت الشرك، التي يُسمُّونها المشاهد وعطّلوا بيوت التوحيد (المساجد) والواقعُ خيرٌ شاهد؟ وصدق الله العظيم القائل: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [الشورى:21].
قاصمة الظهر: لقد روى أبو جعفر محمد الباقر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)([18]).
ج: نعم، رووا أن أبا عبد الله ع قال فيما أوحاه الله إلى الكعبة: (.. ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولو لا من تضمُّه أرض كربلاء ما خلقتك، ولا خلقتُ البيت الذي به افتخرت، فقرّي واستقرِّي، وكوني ذنباً متواضعاً، ذليلاً مهيناً..)([19]).
وقال آيتهم آل كاشف الغطاء عن كربلاء.. (أشرف بقاع الأرض بالضرورة)؟؟([20])، ومنكر الضروري عندهم كافر كما تقدّم مراراً).
ويقول آيتهم ميرزا حسين الحائري: (وكذلك أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفناً للإمام مزاراً للمسلمين! وكعبةً للموحدين!! ومطافاً للملوك والسلاطين، ومسجداً للمصليّن)([21]).
وقد جاء في بعض نصوصهم المقدسة: أن الحجر الأسود سيُنْزعُ من مكانة من الكعبة المشرفة، ويُوضع في حرمهم في الكوفة([22]).
وهذا ما دفع إخوانهم القرامطة إلى فعلتهم وجريمتهم المشهورة في بيت الله الحرام، وانتزاعهم الحجر الأسود من الكعبة المشرفة عام 317هـ([23]). ولكنهم لم يضعوه في حرمهم بالكوفة، لماذا؟!!.
التعليق: أفلا يكون مصادر شيوخ الشيعة مزرعةً لامتثال ما فعل إخوانهم القرامطة؟ ثم لماذا الحرص فقط على الكوفة؟
ألأنه لم يستمع لدين ابن سبأ اليهودي من بلاد المسلمين سوى (الكوفة) وذلك أن بلاد الإسلام لقربها من العلم والإيمان لم تقبل دين ابن سبأ اليهودي (التشيُّع) سوى الكوفة التي بُليت بها بتأثير ابن سبا اليهودي الذي طاف الأمصار، فلم يجد من يقبلُ دعوته أحد إلا في ذلك المكان القاصي البعيد في تلك الفترة عن نور العلم والإيمان، ولهذا خرج (التشيّع من الكوفة) كما ظهر الإرجاء أيضاً من الكوفة، وظهر القدرُ والاعتزال والنسكُ الفاسد من البصرة، وظهر التجهُم من ناحية خراسان وكان ظهور هذه البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، ذلك أن سبب ظهور البدع في كل أمة هو خفاء سنن المرسلين فيهم، وبعدهم عن ديار العلم والإيمان، وبهذا يقع الهلاك.
وأختم هذا الجواب بقول الله تبارك وتعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) [آل عمران:96-97].
ج: رووا بأن رجلاً جاء إلى أبي عبد الله فقال له: (أني قد حججتُ تسعَ عشرة حجةً، فادعُ الله أن يرزقني تمام العشرين حجة قال: هل زرت قبر الحسين ع قال: (لا قال لزيارته خيرٌ من عشرين حجة)([24]). وفي رواية (والله لو أني حدثتكم بفضل زيارته، وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأساً، وما حجّ منكم أحد)([25]). ويا ليته حدّثهم!!.
وأما عن اعتقادهم في فضل الحجّ في يوم عرفة لقبر الحسين رضي الله عنه. قال الإمام الصادق ع: (إنّ الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوّار قبر الحسين بن علي عليه السلام عشيّة عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف، قيل له: قبل نظره إلى أهل الموقف! وكيف ذلك. قال: لأن في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا)([26]).
وعن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال: (كان كمن زار الله في عرشه)([27]).
ورووا: أن أبا عبد الله ع قال: (ألا تزور من يزروه الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء، ويزوره المؤمنون)([28]).
وأما عن اعتقادهم في فضل الصلاة عند القبور:
قال أبو عبد الله ع عن الصلاة في حرم الحسين ع: (لك بكلّ ركعة تركعها عنده كثواب من حجّ ألف حجة، واعتمرَ ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرّة مع نبي مرسل)([29]).


([1]) بحار الأنوار (42/312-318).
([2]) انظر روايات ذلك في: تهذيب الأحكام (2/14)، وكامل الزيارات، (ص:194)، ووسائل الشيعة (10/233-337).
([3]) كامل الزيارات لابن قولويه، (ص:193)، ووسائل الشيعة (10/336-337).
([4]) بحار الأنوار (97/134) (101/369).
([5]) بحار الأنوار (97/134).
([6]) مقالة الشيعة لمرجعهم الديني محمد الشيرازي، (ص:8).
([7]) عمدة الزائر لحيدر الحسيني، (ص:31).
([8]) بحار الأنوار (100/136).
([9]) بحار الأنوار (100/126)، ومستدرك الوسائل للنوري (10/366).
([10]) عقل الشرائع للقمي، (ص:283)، وبحار الأنوار (100/226)، وانظر: الكافي (6/534).
([11]) بحار الأنوار (100/127).
([12]) المرجع السابق (100/369).
([13]) المرجع السابق (101/257-261).
([14]) بحار الأنوار (100/128-134)، وانظر: تحرير الوسيلة للخميني (1/152)، والاحتجاج للطبرسي (2/312).
([15]) هذا من عناوين بجار الأنوار (101)، (21-28)، وقد ضمَّ (37)، رواية في هذا المعنى.
([16]) هذا من عناوين بحار الأنوار (101/28-44)، وقد ضمَّ (84)، رواية في هذا المعنى.
([17]) تهذيب الأحكام (1/130)، والاستبصار (1/482)، كلاهما للطوسي، ووسائل الشيعة للعاملي (2/869).
([18]) علل الشرائع، (ص:358)، وبحار الأنوار (100/128)، وانظر: وسائل الشيعة (5/161)، ومن لا يحضره الفقيه (1/178).
([19]) وسائل الشيعة (14/514).
([20]) الأرض والتربة الحسينية لآل كاشف، (55-56).
([21]) أحكام الشيعة للحائري (1/32).
([22]) كما في كتاب الوافي المجلد الثاني في (8/215).
([23]) انظر: كتاب الوسائل العكبرية، (ص:84-101). لمحمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد، المتوفى سنة 413هـ.
([24]) الوافي (8/219)، والكافي (4/581)، ووسائل الشيعة (14/447)، وثواب الأعمال للصدوق، (ص:94).
([25]) بحار الأنوار (98/33)، (101/33)، وكامل الزيارات، (ص:266).
([26]) تهذيب الأحكام (6/50)، ومستدرك الوسائل (10/282).
([27]) كامل الزيارات، (ص:174،147)، وبحار الأنوار (98/76)، ومستدرك الوسائل (2/190).
([28]) الكافي (4/579)، وبحار الأنوار (25/361)، (97/257).
([29]) الوافي للكاشاني (8/234)، وتهذيب الأحكام للطوسي (6/73)، ووسائل الشيعة للعاملي (14/568). 

0 commentaires:

إرسال تعليق