س12: نأمل منكم -غفر الله لكم- ذكر بعض الأمثلة التي صرَّح فيها شيوخ الشيعة بمعتقدهم بتحريف القرآن؟


ج: نعم، منها سورة الولاية، يزعمون أنه مذكور فيها ولاية علي رضي الله عنه، بأنّ الله تعالى قال في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والوليّ اللذين
بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم، نبيّ ووليّ بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير، إنّ الذين يُوفون بعهد الله لهم جنات النعيم، والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين، فإن لهم في جهنم مقاماً عظمياً إذا نُودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين، ما خلفهم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب؟ سبِّح بحمد ربك وعليّ من الشاهدين)([1]).
لا إله إلا الله والله أكبر ما هذا الاضطراب الشديد؟
ومنها قولهم: أن الله تعالى الله: ((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)) في علي ((فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) [البقرة:23]([2]).
وأنّ الله تعالى قال: ((وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ)) في علي((لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)) [النساء:66]([3]).
وأن الله تعالى قال: ((يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) في ولاية علي ولاية الأئمة من بعده ((فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب:71]([4]).
وقولهم بأنّ الله تعالى: قال: ((إِنَّ)) علياً ((جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ)) [القيامة:17-18]([5]).
وروى الكليني بسنده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في قوله: ((وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ)) [طه:115]، كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ع من ذريتهم ((فَنَسِيَ)) هكذا والله نزلت على محمد ص([6]).
ورووا عن أبي عبد الله في قوله تعالى: ((قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [الملك:29] (يا معشر المكذبين حيث أنباتكم رسالة ربي في ولاية علي عليه السلام والأئمة من بعده من هو في ضلال مبين، هكذا نزلت)([7]).
وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: (دفع إليّ أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحتُه وقرأتُ فيه: ((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)) [البينة:1] فوجدتُ فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال ع: فابعث إليّ بالمصحف)([8]).
ورووا عن أبي الحسن رضي الله عنه قال: (ولاية علي عليه السلام مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووصية علي عليه السلام)([9]).
وقال شيخهم الكاشاني: (المستفادُ من الروايات من طريق أهل البيت: أنّ القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرّف مغيّر، وأنه قد حُذفَ منه أشياء كثيرة، منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها: لفظة آل محمد غير مرة، ومنها: أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها: غير ذلك. وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضيِّ عند الله وعند رسوله)([10]).
تعليق منهم: في النصوص السابقة شهادة من شيوخ الشيعة على أنه ليس لأمر أئمتهم ولا وصاية علي رضي الله عنه ذكرٌ في كتاب الله تعالى، وهذا ينسفُ بنيانهم من القواعد، فلم يكن أمام شيوخ المذهب الشيعي من مسلك إلا القول بتحريف القرآن ونقصه وزيادته، وإلزام عوامهم بهذا الاعتقاد؟
ولهذا شهد إمامهم المجلسي كما سبق أنّ أخبار تحريف القرآن عندهم لا تقلُ عن أخبار الإمامة، وأنه إذا لم يثبت التحريف، فلا تثبت الإمامة، ولا يثبت غيرها من عقائدهم الشيعية، وقد أصاب المجلسي فالتحريف لم يقع، ومسألة الإمامة لم تثبت، والرجعة كذلك، وغيرها مما انحرف به شيوخ المذهب الشيعي؟


([1]) فصل الخِطاب للنوري، (ص:180)، تذكرة الأئمة لمحمد باقر المجلسي، (ص:9ـ10).
([2]) الكافي (1/417).
([3]) المرجع السابق (1/424).
([4]) المرجع السابق (1/414).
([5]) فصل الخطاب، (ص:116)، وانظر: مصباح المتهجد للطوسي الورقة (122)، والبرهان (1/279،277،22)، والصافي (1/113،254)، وبحار الأنوار (7/377) (19/30)،(21/95)، (93/26-28).
([6]) الكافي (1/16).
([7]) الكافي (1/421).
([8]) المرجع السابق (2/631).
([9]) المرجع السابق (1/437).
([10]) تفسير الصافي، المقدمة السادسة. 

0 commentaires:

إرسال تعليق