س2: ما أصل نشأة المذهب الشيعي؟


ج: القول الراجح لدى المحققين: أنّ الذي غرسه وأظهره عبد الله بن سبأ اليهودي؟ بل وهذا ما اعترفت به كتب المذهب الشيعي نفسها؟
فقد نصّت على أنّ ابن سبأ اليهودي هو أول من أشهر القول بإمامة علي رضي
الله عنه، وهذه عقيدة النص على علي رضي الله عنه بالإمامة، وهي أساس التشيع.
وكما قالت: بأنه أول من أظهر الطعن في أصهار رسول اله صلى الله عليه وسلم: أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، و هو أول من أظهر القول بالرجعة.. الخ.
وقال علاّمتهم الحسن النوبختي: (السبئية: قالوا بإمامة علي عليه السلام وأنها فرضٌ من الله عزَّ وجلَّ، وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وقال: إن علياً عليه السلام أمره بذلك، فأخذه علي عليه السلام فسأله عن قوله هذا فأقرّ به، فأمر بقتله) إلى أن قال: (وحكى جماعة من أهل العلم أنّ عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام).
إلى أن قال: (وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة([1])، فقال في إسلامه في عليّ بن أبي طالب عليه السلام مثل ذلك، وهو أول من أشهر القول بفرض علي إمامة عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه.. وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة: إنّ أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية)([2]).
ثم ذكر شيخ شيوخ المذهب الشيعي: سعد القمي (ت301) موقف ابن سبأ اليهودي حينما بلغه موت علي رضي الله عنه، حيث ادّعى أنه لم يمت وقال برجعته وغلا فيه([3]).


([1]) أي: يدّعي فيهما الألوهية أيام يهوديته، ثم ادّعاها في علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعدما تظاهر بالإسلام، انظر: الأنوار النعمانية (2/234)، لنعمة الله عبد الله الحسيني الموسوي الجزائري المتوفى (1112هـ)، وقالوا عن الجزائري بأنه من أكابر متأخري شيوخ الإمامية، ووصفوه بالسيّد السند والركن المعتمد.. يُنظر: أمل الآمل (2/336).
([2]) فرق الشيعة، (ص:19-20،32-44) للحسن بن موسى النوبختي، من شيوخهم في القرن الثالث الهجري.
([3]) انظر: المقالات والفرق، (ص:10-21)، للقمي، ورجال الكشي، (ص:106-109)، لمحمد الكشي، ت(350هـ)، وتنقيح المقال في علم الرجال (2/84) لعبد الله المامقاني، وجامع الرواة للأردبيلي. 

0 commentaires:

إرسال تعليق