- 32 - زيد بن عمرو


زيد بن عمرو ( 1 )


هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي العدوي والد سعيد بن زيد أحد العشرة وابن عم عمر بن الخطاب يجتمع هو وعمر في نفيل سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يبعث أمة وحده يوم القيامة " وكان يتعبد في الجاهلية ويطلب
دين إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ويوحد الله تعالى ويقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم وكان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول ( الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله تعالى ) انكارا لذلك واعظاما له وكان لا يأكل مما ذبح على النصب واجتمع به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسفل بلدح ( 2 ) قبل أن يوحى إليه وكان يحيى الموءودة . وعن زيد بن حارثة قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حارا من أيام مكة وهو مردفي فلقينا زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منا صاحبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا زيد مالي أرى قومك قد شنفوا لك ( 3 ) قال والله يا محمد إن ذلك لغير نائلة تره لي فيهم ولكن خرجت أبتغي هذا الدين جتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ماهذا الدين الذي أبتغى فخرجت فقال لي شيخ منهم إنك لتسأل عن دين مانعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالحيرة . قال فخرجت حتى أقدم عليه فلما رآني قال ممن أنت ؟ قلت أنا من أهل بيت الله من أهل الشوك والقرظ قال إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبي قد طلع نجمه وجميع من رأيتهم في ضلال . قال فلم أحس بشيء
قال زيد ومات زيد بن عمرو وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي لزيد " انه يبعث يوم القيامة أمة وحده "
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري . وكان يقول اللهم لو أني أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلمه ثم يسجد على راحته . وقال ابن اسحاق بعض آل زيد كان إذا دخل الكعبة قال لبيك حقا حقا تعبدا ورقا . عذت بما عاذ به إبراهيم . ويقول وهو قائم . أنفى لك عان راغم . مهما تجشمني فأني جاشم . البر أبغى لا المال وهل مهجر كمن قال . وكان الخطاب بن نفيل قد آذى زيد بن عمرو بن نفيل حتى خرج إلى أعلى مكة فنزل حراء مقابل مكة ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش وسفهاء من سفهائهم فلا يتركونه يدخل الكعبة وكان لا يدخلها إلا سرا منهم فإذا علموا به آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم وأن يتابعه أحد منهم على فراقهم . وتوفى زيد قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ( 4 ) فرثاه ورقة بن نوفل
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنورا من النار حاميا
بدينك ربا ليس رب كمثله ... وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وقد يدرك الإنسان رحمة ربه ... ولو كان تحت الأرض ستين واديا
وكان يقول يا معشر قريش أياكم والرياء فإنه يورث الفقر
هذه ترجمة زيد بن عمرو وهو مع اعتناقه دين إبراهيم هربا من الوثنية لم يكن يعلم أحب الوجوه إلى الله تعالى ليعبده به
_________
( 1 ) راجع أسد الغابة
( 2 ) بلدح واد قبل مكة من جهة الغرب
( 3 ) أي أبغضوك
( 4 ) وفي تاريخ القرون الوسطى لجامعة كامبردج أن زيدا مات في صبا النبي ( صلى الله عليه وسلم )

0 commentaires:

إرسال تعليق