ج: أولاً: يعتقدُ شيوخ الشيعة أنّ للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر، ولهذا نجدُ كثيراً من الأبواب: (بابُ: أنّ للقرآن ظهراً وبطناً)([1]).
التعليق: إن الدافع لعلماء الشيعة لهذا الاعتقاد هو: أنّ كتاب الله خلا من ذكر
أئمتهم الإثني عشر، ومن النصّ على أعدائهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر أقضَّ مضاجع شيوخ الشيعة، وأفسد عليهم أمرهم، وهم مع ذلك قد صرّحوا بأنّ القرآن قد خلا من ذكر أئمتهم. فرووا: (لو قُرأ القرآنُ كما أُنزِلَ، لألفيتنا فيه مُسَّمَين)([2]).
وانظر هداني الله تعالى وإياك سواء السبيل: في بداية الأمر: هناك معنى ظاهراً واحداً للآية وواحداً باطناً!!
ثم تطوَّر الأمر فقالوا: (إن للقرآن ظهراً وبطناً وببطنه بطن إلى سبعة أبطن)([3]).
ثم طاشت تقديرات شيوخ المذهب الشيعي فقالوا: (.. بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة: سبعة بطون وسبعون بطناً)([4]).
واعترف شيوخ الشيعة بأن كلّ هذه البطون وتكثيرها إنما هو لأجل تحقيق أمرين:
أحدهما: في فضل شأن السادة الأطهار.. بل الحق المتبين أن أكثر آيات الفضل والإنعام والمدح والإكرام، بل كلها فيهم وفي أوليائهم نزلت. والثاني: الطعن والتوبيخ والتشنيع والتهديد بل جملتها في مخالفيهم من الصحابة ومن بعدهم.. إنّ الله عز وجل جعل جملة بطن القرآن في دعوة الإمامة والولاية، كما جعل ظهره في دعوة التوحيد والنبوة والرسالة([5]).
ثانياً: ذلك أنهم يعتقدون بأن جُلّ القرآن نزلَ فيهم وفي أعدائهم من الصحابة رضي الله عنهم: يقول شيوخهم: (جلُّ القرآن إنما نزل فيهم، وفي أوليائهم وأعدائهم)([6]).
بل زعم البحراني: بأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذُكر وحده في القرآن (1154مرّة) وألْفَ كتاباً سمّاه: اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية، وقد طبع في المطبعة العلمية بقم عام 1394هـ.
التعليق: أيها القارئ المنصف.. لو تصفحت القرآن الكريم، وأخذتَ معك جميع قواميس اللغة العربية، لما وجدت اسم واحد من أئمتهم الاثني عشر.
تمّ تطوّر الأمر عند شيوخ الشيعة كما هي عادتهم في التطوّر في الوضع والكذب، فقسّموا القرآن أربعة أقسام، فقالوا: (عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال: إنّ القرآن نزل أربعة أرباع: ربعُ حلالٌ، وربعٌ حرامٌ، وربع سننٌ وأحكامٌ، وربعٌ خبرُ ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم، وفصلُ ما بينكم)([7]).
التعليق: أين ذكر الأئمة الاثني عشر؟
حاول بعض شيوخ المذهب الشيعي تدارك هذا الأمر، حيث لم يُذكر أئمتهم الاثني عشر في الرواية السابقة، فأصدروا رواية تقول: (نزل القرآن أثلاثاً: ثلثٌ فينا وفي عدوّنا، وثلثٌ سنن وأمثال، وثلثٌ فرائض وأحكام)([8]).
ثم تدارك شيوخهم فزادوا في النصيب، فقالوا: (عن أبي جعفر ع قال: نزل القرآنُ أربعة أرباع: ربعٌ في عدوّنا، وربعٌ سُننٌ وأمثالٌ، وربعٌ فرائض وأحكام)([9]).
ولاحظَ بعض المسلمين أنه ليس للأئمة ميزة ينفردون بها في القرآن عن مخالفيهم بالنسبة لهذا التقسيم، فتفطّن لذلك شيخهم العياشي، فأصدر رواية بنفس النص السابق إلا أنه زاد فيها: (ولنا كرائم القرآن) وقد أشار إلى ذلك صاحب تفسير الصافي فقال: (وزاد العياشي: ولنا كرائم القرآن)([10]).
0 commentaires:
إرسال تعليق