س8: من أول من قال بنقص القرآن وزيادته وتحريفه من شيوخ الشيعة؟


ج: هو شيخهم: هشام بن الحكم الجهمي القائل بالتجسيم، فإنه زعم أنّ القرآن وُضع في أيام الخليفة الراشد: عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأن القرآن الحقيقي صُعد إلى السماء عندما ارتدَّ الصحابة رضي الله عنهم كما يعتقد([1]).

وأولُ كتاب من كتب الشيعة يُستحَّلُ فيه اعتقادهم بنقص القرآن وزيادته هو: (كتاب شيخ الشيعة سُليم بن قيس الهلالي، المتوفى سنة 90هـ) أراد قتله الحجاج فهرب منه ولجأ إلى أبان بن أبي عياش([2])، ولَما حضرته الوفاة أعطاه سليم هذا الكتاب، فرواه عنه أبان، ولم يروه عنه أحدٌ غيره([3]).
وهو أول كتاب ظهر للشيعة([4]).
 قال عنه شيخهم المجلسي: (وهو أصلٌّ من أصول الشيعة، وأقدم كتاب صُنّف في الإسلام).
وذكر بأنّ: (علي بن الحسين ع قُرئ عليه الكتاب فقال: صدق سليم)([5]).
مع أنّ الكتاب يحمل أصل اعتقاد شيوخ الشيعة السبئية وهو: تأليهُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث جاء فيه أن شيوخ الشيعة حين يُنادون علياً رضي الله عنه يقولون: (يا أولُ، يا آخر، يا ظاهرُ، يا باطنُ، يا من هو بكل شيء عليم)!؟ فيروون: (بأنّ الشمس قالت لعلي رضي الله عنه: يا أولُ، يا آخرُ، يا ظاهرُ، يا باطنُ، يا من هو بكل شيء عليم..)([6]).
وقد ساغ هذا المعتقد في كتبهم الأساسية وفي مصادرهم المعتمدة لديهم.
ويروون أيضاً: أنّ علياً رضي الله عنه يقول: (أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا بكل شيء عليم.. وأنا أُحيي، وأنا أُميت، وأنا حيٌ لا أموت..)([7]).
وجاهر بذلك بعض آياتهم فقال:
أبا حَسَِنٍٍٍٍ أنت عينُ الإلهِ


وعنوانُ قدرته السامية

وأنتَ المحيطُ بعلم الغيوب


فهل عنك تعزبُ من خافية

وأنتَ مُدبّرُ رحى الكائنات


وعلّة إيجادها الباقية

لكَ الأمرُ إن شئتَ تُنجي غداً


وإنْ شئتَ تسفعُ بالناصية([8])

الطامة الكبرى على شيوخ الشيعة: اكتشف بعض شيوخ الشيعة أمراً عظيماً في كتاب سليم، فرأوا كشفه قبل أن يُفوِّضَ أساس التشيُّع الاثني عشري نفسه، ولا تظن أيها القارئ أنه تأليهُ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، لا؛ لأنهم يُسلّمون بهذا، ولكن الخطر الذي اكتشفوه في الكتاب: (أنه جعل الأئمة ثلاثة عشر)!!؟ وهذه الطامة الكبرى التي تهدد بنيان الاثني عشرية بالسقوط؟


([1]) التنبيه والرد، (ص:25) لأبي الحسين الملطي.
([2]) هو أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل، المتوفى سنة (138هـ)، وقال عنه الحلي والأردبيلي: (أبان بن أبي عياش ضعيف جداً، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه) رجال الحلي، (ص:206)، وجامع الرواة (1/9).
([3]) رجال الحلي، (ص:82-83)، ورجال الكشي، (ص:167)، والرجال للبرقي، (ص:3-4) والفهرست لابن النديم، (ص:219)، وليس لسليم بن قيس ذكر في كتب التراجم لدى أهل السنة والجماعة.
([4]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة (2/152)، لأقا بزرك الطهراني، والفهرست لابن النديم، (ص:219).
([5]) بحار الأنوار (1/156-158).
([6]) كتاب سليم، (ص:38)، وبحار الأنوار (41/181،179)، والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي، (ص:69).
([7]) رجال الكشي، (ص:211)، وبحار الأنوار (94/180)، ومناقب آل أبي طالب (2/385)، لابن شهر آشوب المازندراني، وبصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد، (ص:151)، لابن فروخ الصفار.
([8]) ديوان الحسين، من القسم الثاني الخاص في الأدب العربي (1/48). وانظر: مقتبس الأثر للحائري(1/153، 245-248)، وأعيان الشيعة لآيتهم محسن الأمين (5/219)، والغدير لعبد الحسين الأميني (7/34-67)، وغيرها. وهذه القصيدة الشركية هي لآيتهم عبد الحسين العاملي.

0 commentaires:

إرسال تعليق