دلالة معجزات المسيح
وتذكر الأناجيل الكثير من معجزات المسيح وتستدل بها على ألوهيته كولادته من غير أب وإحيائه للموتى وشفائه للمرضى وإخباره بالغيوب…. المعجزات هبة إلهية :
ذكر القرآن وأكد صدور المعجزات العظيمة عن المسيح عليه السلام ، وأخبر أنه يصنعها بتأييد من الله، فقال: [ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ] . [آل عمران: 49].
وهو ما أكدته النصوص الإنجيلية، ونقلته عن المسيح، فعندما أتى المسيح بما أتى به من المعجزات كان يؤكد أنها من الله عز وجل، ولم ينسبها إلى نفسه فقال: "أنا بروح الله أخرج الشياطين" (متى12/28).
وقال:" كنت بإصبع الله أخرج الشياطين " (لوقا 11/20).
وعندما جاء لإحياء لعازر "رفع يسوع عينيه إلى فوق، وقال: أيها الآب أشكرك، لأنك سمعت لي، وأنا أعلم أنك في كل وقت تسمع لي، ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً " (يوحنا 11/41-42).
ولما أراد إطعام الجمع من الأرغفة الخمس أيضاً "رفع نظره نحو السماء، وبارك وكسر" (متى 14/19).
ولما جيء له بالأصم " رفع نظره نحو السماء وأنَّ، وقال: افثأ.أي انفتح، وفي الوقت انفتحت أذناه، وانحل رباط لسانه، وتكلم مستقيماً" (مرقس 7/34-35).
وقال: " دفع إلي (أي من الله) كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى 28/18).
وأيضاً قال: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " (يوحنا 5/30).
ويقول :" الأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي" (يوحنا 10/25).
و أما الذين رأوا معجزات المسيح فقد عرفوا أنما يصنعه إنما هو من المعجزات التي يعطيها الله لأنبيائه، ولم يفهم أحد منهم ألوهية صاحب هذه المعجزات، فعندما شفي الصبي من الروح النجس "بهت الجميع من عظمة الله" (لوقا 9/34).
ولما شفى المرأة المقوسة الظهر " استقامت (أي المرأة) ومجدت الله" (لوقا 13/13).
ولما أقام المفلوج ورأت الجموع ذلك " تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا" (متى 9/8).
وهو ما قاله عنه الأعمى الذي شفاه " فقالوا له: كيف انفتحت عيناك؟ أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له يسوع" (يوحنا 9/ 10-11)
ولما أرادت مرثا أخت لعازر أن يحيي أخيها قالت: " أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" (يوحنا 11/22).
وهذا تلميذه بطرس كبير الحواريين يقول: "يسوع الناصري رجل قد تبرهن من قبل الله بقوات وعجائب صنعها الله بيده" (أعمال 2/22).
و تحكي الأناجيل ما يؤكد أن هذه المعجزات لم تكن إلا هبة من الله، وكان المسيح يحذر أن لا يؤتاها في بعض المواطن، لذلك لما تقدم إلى لعازر الميت خاف أن لا يتمكن من صنع معجزة " قال بعض منهم: ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟ فانزعج يسوع أيضاً في نفسه" (يوحنا 11/37-38).
وفي مرات أخر طلب منه الفريسيون آيات " فتنهد بروحه، وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية؟ الحق أقول لكم: لن يعطى هذا الجيل آية، ثم تركهم ودخل السفينة ومضى" (مرقس 8/11-13).
ولما تكاثرت جموع اليهود عليه تطلب آية لم يعطيهم بل قال: "جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له آية" (متى12/38-39).
ثم لو كان ما يصدر من المسيح من آيات تدل على ألوهيته فلم يأمر بإخفائها، وهي السبيل الذي يدل الناس على حقيقته؟ فقد قال المسيح للأبرص لما شفاه " انظر، لا تقل لأحد شيئاً" (مرقس1/44).
ولما شفى الأعميان قال: " انظرا لا يعلم أحد" (متى 9/31).
وقال للأعمى الثالث لما شفاه: "لا تدخل القرية، ولا تقل لأحد في القرية" (مرقس8/26).
وتكرر منه ذلك " فعلم يسوع وانصرف من هناك.وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً. وأوصاهم أن لا يظهروه" (متى 12/15-16)، فالمسيح بإخفائه للمعجزات يريد أن لا ينشغل الناس بالمعجزات عن دعوته وجوهرها.
المعجزات لا تدل –حسب الكتاب المقدس- على النبوة فضلاً عن الألوهية :
ثم كيف للنصارى أن يعتبروا معجزات المسيح دالة على ألوهيته، وهو يقول:"الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها" (يوحنا 14/12)، أي يستطيع المؤمنون شفاء المرضى بل وإحياء الموتى، وعليه لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
وفعل العجائب لا يدل على الصدق فضلاً عن النبوة أو الألوهية، فإن المسيح ذكر بأن كذبة سيفعلون المعجزات ويزعمون أنهم باسم المسيح فقد ذكر متى أن المسيح قال: " ليس كل من يقول لي : يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات، وكثيرون سيقولون في ذلك اليوم: يا رب أخرجنا الشياطين باسمك، وصنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط، فاذهبوا عني يا فاعلي الإثم". (متى7/21-23).
اشتراك غير المسيح مع المسيح في معجزاته :
لاحظ علماؤنا أن الكثير مما صنعه المسيح من عجائب ومعجزات قد شاركه فيه غيره من الأنبياء، وسواهم، ولم يقل أحد من النصارى بألوهيتهم، فدل ذلك على أن غاية ما تدل عليه المعجزات نبوة أصحابها، وإلا لزم بقول كل من شارك المسيح في الأعاجيب التي صنعها الله على يديه.
الميلاد العذراوي
لقد كانت ولادة المسيح من غير أب بشري إحدى أعظم معجزاته عليه السلام، وقد تعلق بها القائلون بألوهيته، يقول ياسين منصور: " لو لم يولد المسيح من عذراء لكان مجرد إنسان ".
وهو بحق كذلك ، بدليل أن بعض المخلوقات يشاركن المسيح في صورة هذه المعجزة الباهرة , أي ولادته من عذراء، من غير أب، فأصول سائر المخلوقات ومنهم البشر لا أب لهم ولا أم، ووجود آدم خلقاً سوياً أكبر وأكمل من خلقة المسيح الذي خلق جنيناً في بطن أمه ثم كبر بعد ذلك ونما.
و تحكي الأناجيل ما يؤكد أن هذه المعجزات لم تكن إلا هبة من الله، وكان المسيح يحذر أن لا يؤتاها في بعض المواطن، لذلك لما تقدم إلى لعازر الميت خاف أن لا يتمكن من صنع معجزة " قال بعض منهم: ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟ فانزعج يسوع أيضاً في نفسه" (يوحنا 11/37-38).
وفي مرات أخر طلب منه الفريسيون آيات " فتنهد بروحه، وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية؟ الحق أقول لكم: لن يعطى هذا الجيل آية، ثم تركهم ودخل السفينة ومضى" (مرقس 8/11-13).
ولما تكاثرت جموع اليهود عليه تطلب آية لم يعطيهم بل قال: "جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له آية" (متى12/38-39).
ثم لو كان ما يصدر من المسيح من آيات تدل على ألوهيته فلم يأمر بإخفائها، وهي السبيل الذي يدل الناس على حقيقته؟ فقد قال المسيح للأبرص لما شفاه " انظر، لا تقل لأحد شيئاً" (مرقس1/44).
ولما شفى الأعميان قال: " انظرا لا يعلم أحد" (متى 9/31).
وقال للأعمى الثالث لما شفاه: "لا تدخل القرية، ولا تقل لأحد في القرية" (مرقس8/26).
وتكرر منه ذلك " فعلم يسوع وانصرف من هناك.وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً. وأوصاهم أن لا يظهروه" (متى 12/15-16)، فالمسيح بإخفائه للمعجزات يريد أن لا ينشغل الناس بالمعجزات عن دعوته وجوهرها.
المعجزات لا تدل –حسب الكتاب المقدس- على النبوة فضلاً عن الألوهية :
ثم كيف للنصارى أن يعتبروا معجزات المسيح دالة على ألوهيته، وهو يقول:"الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها" (يوحنا 14/12)، أي يستطيع المؤمنون شفاء المرضى بل وإحياء الموتى، وعليه لا تصلح في الدلالة على الألوهية.
وفعل العجائب لا يدل على الصدق فضلاً عن النبوة أو الألوهية، فإن المسيح ذكر بأن كذبة سيفعلون المعجزات ويزعمون أنهم باسم المسيح فقد ذكر متى أن المسيح قال: " ليس كل من يقول لي : يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات، وكثيرون سيقولون في ذلك اليوم: يا رب أخرجنا الشياطين باسمك، وصنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط، فاذهبوا عني يا فاعلي الإثم". (متى7/21-23).
اشتراك غير المسيح مع المسيح في معجزاته :
لاحظ علماؤنا أن الكثير مما صنعه المسيح من عجائب ومعجزات قد شاركه فيه غيره من الأنبياء، وسواهم، ولم يقل أحد من النصارى بألوهيتهم، فدل ذلك على أن غاية ما تدل عليه المعجزات نبوة أصحابها، وإلا لزم بقول كل من شارك المسيح في الأعاجيب التي صنعها الله على يديه.
الميلاد العذراوي
لقد كانت ولادة المسيح من غير أب بشري إحدى أعظم معجزاته عليه السلام، وقد تعلق بها القائلون بألوهيته، يقول ياسين منصور: " لو لم يولد المسيح من عذراء لكان مجرد إنسان ".
وهو بحق كذلك ، بدليل أن بعض المخلوقات يشاركن المسيح في صورة هذه المعجزة الباهرة , أي ولادته من عذراء، من غير أب، فأصول سائر المخلوقات ومنهم البشر لا أب لهم ولا أم، ووجود آدم خلقاً سوياً أكبر وأكمل من خلقة المسيح الذي خلق جنيناً في بطن أمه ثم كبر بعد ذلك ونما.
الميلاد من غير أب أعجوبة ولا ريب، لكنها لا تقتضي الألوهية بحال، ولو اقتضاها لاقتضى ألوهية آدم وحواء، فقد ولد آدم من غير أب ولا أم، وولدت حواء من آدم ولا أم لها، وذلك هو ما نبه إليه القرآن الكريم [ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ] ( سورة آل عمران ، آية:59)
و رغم المثلية القائمة بين آدم وعيسى من جهة ميلادهما من غير أب، إلا أن آدم يتميز عن عيسى بـأمور منها :
أن آدم عليه السلام لم يخرج من بين نجو وطمث، وأيضاً فإن الله أسجد له ملائكته، وعلمه الأسماء من علمه، كما كانت الجنة منـزله، وقد تولى الله مناجاته بنفسه دون أن يرسل إليه رسولاً إلى غير ذلك مما لم يكن لعيسى ولا غيره.
و رغم المثلية القائمة بين آدم وعيسى من جهة ميلادهما من غير أب، إلا أن آدم يتميز عن عيسى بـأمور منها :
أن آدم عليه السلام لم يخرج من بين نجو وطمث، وأيضاً فإن الله أسجد له ملائكته، وعلمه الأسماء من علمه، كما كانت الجنة منـزله، وقد تولى الله مناجاته بنفسه دون أن يرسل إليه رسولاً إلى غير ذلك مما لم يكن لعيسى ولا غيره.
فما دام مميزاً بكل هذه المميزات، فلم لا تقول النصارى بألوهيته؟!
وممن فاق المسيح في هذه المعجزة – حسب الكتاب المقدس - ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم، فإن بولس يزعم أن لا أب له ولا أم ولا بداية ولا نهاية، يقول: "ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي… بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له ولانهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد" (عبرانيين 7/1-3)، فلم لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق ؟
ومثل هذا أيضاً يلزم النصارى بحق الملائكة فهم أيضاً خلقوا من غير أب ولا أم، بل ولا طين، لكن النصارى لا تسميهم آلهة.
معجزة إحياء الموتى
ومعجزة إحياء الموتى معجزة عظيمة من معجزات المسيح التي أثبتها القرآن، وأخبر بأنها من عند الله [ وأحيي الموتى بإذن الله ] (سورة آل عمران ، من آية:49)، وهو ما يتفق أيضاً مع الإنجيل ، فقد قال عيسى للذين شاهدوه وعاصروه : " لست أفعل من ذاتي شيئاً، لكنني أحلم بما أسمع، لأني لست أنفذ إرادتي، بل إرادة الله الذي بعثني " (يوحنا 6/38).
لكن النصارى يصرون على أن إحياء الموتى يدل على ربوبية المسيح وألوهيته، ويتجاهلون نصوصاً كتابية أسندت ذات الفعل لغير المسيح , فلم لا تقول النصارى بألوهيتهم ؟!
فلئن كان المسيح أحيا لعاذر (انظر يوحنا 11/41-44)، فإن إلياس أحيا ابن الأرملة "وقال أيها الرب الهي أيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأتَ بإماتتك ابنها – وحاشا لله أن يسيء-. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال: يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه.
فسمع الرب لصوت إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش." (انظر ملوك (1) 17/19-24).
واليسع أيضاً أحيا ميتين أحدهما حال حياته، والآخر بعد وفاته، فقد أحيا ابن الإسرائيلية التي جاءته " دخل اليشع البيت، وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى إلى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدّد عليه، فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه" (انظر ملوك (2) 4/32-36).
كما أحيا اليسع بقدرة الله بعد موته ميتاً وضعه أهله على قبر اليسع، فعاد حياً " فيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه" (انظر ملوك(2) 13/21).
وحزقيال النبي أحيا بشراً كثيراً إذ فر قومه وهم ألوف حذر الوباء، فأماتهم الله ثم جاءهم نبيهم، فقال لهم: " فقال لي تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح: هكذا قال السيد الرب، هلم يا روح من الرياح الأربع، وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً". (انظر حزقيال 37/9-10).
والعجب من استدلال النصارى بإحياء الموتى لإثبات ألوهية المسيح مع أنهم أثبتوا هذه القدرة للحواريين، والمقصود ما جاء قصة إحياء بطرس لطابيثا , فقد جاء في أعمال الرسل أن بطرس أحيا طابيثا بعد أن ماتت وغسلها أهلها " وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة.... وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت.فغسلوها ووضعوها في عليّة. ... فأخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلّى، ثم التفت إلى الجسد وقال: يا طابيثا قومي.ففتحت عينيها.ولما أبصرت بطرس جلست" ( أعمال 9/36-41).
كما يغفل النصارى عن تلك النصوص التي تتحدث عن موت المسيح الذي عجز عن دفع الموت عن نفسه، كما عجز عن ردها إلى الحياة من جديد، حتى أعاده الله وأقامه من الأموات، وقد تكاثرت النصوص على إيراد هذه الحقيقة حتى بلغت خمسة عشر نصاً ، منها " فيسوع هذا أقامه الله" (أعمال 2/32)، ومنها "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات " (أعمال 3/15)، وكذا "المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله" (أعمال 4/10).
معجزة شفاء المرضى
ولئن كان عيسى قد شفى الأبرص (انظر متى 8/3) فإن اليسع شفى أبرصاً، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص " فأرسل إليه اليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر.....فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد.وخرج من أمامه أبرص كالثلج" (انظر ملوك (2) 5/10-27).
التنبؤ بالغيوب
وقد تنبأ المسيح بكثير من الغيوب فكانت كما قال، فقد أخبر التلميذان اللذان أرسلهما لذبح فصح العيد بما سيكون لهما (انظر مرقس 14/12-16)، وقد قال له بطرس"يا رب أنت تعلم كل شيء" (يوحنا 21/71).
لكن ليس المسيح وحده من قد تنبأ بالمغيبات، فقد تنبأ قبله يعقوب فقال لأبنائه: "اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام…" (التكوين49/1-27).
ومثله تنبأ صموئيل وإيليا (انظر صموئيل(1)10/2-9، ملوك (1)21/21-24)، وقد تحققت نبوءتهما في (ملوك (2)10/1-17، 9/30-37).
ومثل هذا كثير في الأسفار المقدسة (انظر صموئيل (1)19/23-24، ملوك 4/8-18، 8/12-13، يوحنا 11/49-52).
وقد جاء في وصف بلعام بن بعور الكافر الذي قتله موسى عليه السلام - و ليس نبي - بأنه " يعرف معرفة العلي الذي يرى رؤيا القدير" (العدد 24/15-19) وذكرت الأسفار عدداً من تنبؤاته التي تحققت.
ثم إن المسيح كما تنبأ بالغيوب فإنه عجز عن أخر، وجهلها، إذ لم يعرف بالخبز وعدده (انظر متى 15/34)، كما جهل موعد الساعة (انظر مرقس 13/32-33).
وينبه العلامة ديدات أنه لا يجوز للنصارى أن يذكروا شيئاً عن مغيبات أخبر عنها المسيح وهم ينسبون إليه الكذب – وحاشاه - عندما تنبأ بعودته السريعة قبل انقضاء جيله (انظر مرقس 13/26، 30، متى 10/23) وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا.
التسلط على الشياطين
وكذلك أوتي المسيح سلطاناً على الشياطين (انظر متى 12/27-28)، ولكنها معجزة قام بها غيره، فعندما اتهمه اليهود بأنه يخرج الشياطين بمعونة رئيسهم قال: "إن كنت أنا أخرج الشياطين ببعزبول، فأبناؤكم بمن يخرجونهم؟" (متى 12/27).
وقد حذر من الكذبة الذين سينجحون في إخراج الشياطين فقال: " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب ، أليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ " (متى7/5-23).
عـجـائـب مـخـتـلـفـة :
وتذكر الأناجيل عجائب متفرقة للمسيح، كتحويله الماء إلى خمر(انظر يوحنا 2/7-9)، وإطعامه الجمع كبير من خمسة أرغفة (انظر متى 14/19-21)، ويباس شجرة التين بقوله ( انظر متى 21/18-19)، كما قد حدثت ظلمة عظيمة على الأرض عند موته المزعوم على الصليب ( انظر متى 27/45)، فدلت هذه العجائب المختلفة على ألوهيته وأنه ابن الله.
وأيضاً مثله إطاعة الرياح والبحر له، فقد أوتي سلطاناً على العناصر الطبيعية، فالرياح والبحر يطيعه "وإذ اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة.وكان هو نائماً. فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيد نجنا فإننا نهلك. فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم. فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا. فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه" (متى 8/23-28).
و كذا فإن المسيح صام أربعين يوماً لم يجع خلالها، وهو ما لا يطيقه بشر (انظر متى 4/1-2).
كما صعد المسيح إلى السماء، وجلس عن يمين الله (انظر مرقس 16/19)، وهو كما يرى النصارى ما يفيد استحقاقه للألوهية.
صدور مثل هذه المعجزات عن غير المسيح
ولكن أمثال هذه المعجزات بل وأعظم منها جرت على يدي غيره، ولم تقتض ألوهيتهم.
فلئن كان المسيح قد حول الماء إلى خمر (انظر يوحنا 2/7-9) فقد حول اليشع الماء الذي ملأ قدور العجوز إلى زيت " قال: اذهبي استعيري لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة.لا تقللي. ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبّي في جميع هذه الأوعية وما امتلأ انقليه، فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها، فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهي تصب. ولما امتلأت الأوعية قالت لابنها: قدم لي أيضاً وعاء. فقال لها لا يوجد بعد وعاء.فوقف الزيت. فأتت وأخبرت رجل الله فقال: اذهبي بيعي الزيت، وأوف دينك، وعيشي أنت وبنوك بما بقي" (الملوك(2) 4/3-7).
وإن طعم ببركة المسيح خمسمائة من خمسة أرغفة (انظر متى 14/19-21)، فقد أطعم الله عز وجل بني إسرائيل - وهم زهاء ستمائة ألف - المن والسلوى أربعين سنة ، وكل ذلك ببركة موسى عليه السلام (انظر الخروج 16/35-36).
ولئن كان المسيح قد حول شجرة التين إلى يابس ( انظر متى 21/18-19)، فإن موسى حول العصا اليابسة إلى حية (انظر الخروج 7/9)، وهو أعظم، إذ قد يدخل يبس الشجرة في قانون الطبيعة لكن تحويل العصا إلى حية معجز بكل حال.
و أما الظلمة التي يدعي النصارى حصولها عند صلب المسيح فهي ليست – بكل حال- بأكبر من الظلمة التي استمرت على أرض مصر ثلاثة أيام بسبب كفرهم بموسى (انظر الخروج 10/22-23).
و أيضاً فإن يشوع لما حارب الأموريين وكادت ليلة السبت أن تدخل ناجى ربه فقال: "أمام عيون إسرائيل : يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر دوم على وادي أيلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب….فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل" (يشوع10/12-13)، وهذا الذي حصل ليشوع لا يقتضي ألوهيته وهو أعظم من غياب الشمس ثلاث ساعات، فإنها قد تغيب بالغيوم، وهو داخل في السنن المعهودة، أما توقف دوران الكرة الأرضية فهو أعظم من ذلك بكثير.
ثم لئن كانت الطبيعة تطيع المسيح فإن ذلك قد حصل مع الأنبياء أيضاً، فإيليا أطاعته النار حتى قال: " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء تأكلك أنت والخمسين الذين لك، فنزلت نار الله من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له" (ملوك(2)1/9-11).
وكذا أطاع البحر إيليا " وأخذ إيليا رداءه، ولفه، وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك فعبر كلاهما (اليشع وإيليا) في اليبس" (ملوك(2)2/7-8)، وقد رأينا كيف أطاعت الشمس والقمر يشوع.
و أما صيام المسيح أربعين يوماً فلا يدل على ألوهيته إذ أنه "جاع أخيراً" (متى 4/2)، فلئن كان صومه وصبره يدل على ألوهيته فإن جوعه يكذبه ويدل على بشريته ونبوته.
وقد كان مثله لموسى حيث يقول: "أقمت في الجبل أربعين نهاراً وأربعين ليلة لا آكل خبزاً ولا أشرب ماء" (التثنية 9/9).
ومثله حصل مع النبي إيليا حين أكل أكلة ثم "سار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الله" (ملوك (1)19/7-8).
ولئن قال النصارى برفع المسيح للسماء وجلوسه عن يمين الله، فإن مثل ذلك حصل مع إيليا الذي رفع من غير أن يصلب أو أن يصفع أو أن يصاب بسوء (انظر ملوك (2)2/11-12)، ومثله حصل مع أخنوخ (انظر التكوين 5/24)
و أما الجلوس عن يمين الله فقد ألحقته الكنيسة بإنجيل مرقس (انظر مرقس16/19)، فلا يمكن حمله على الحقيقة، بل غايته أن يقال بأنه جلوس معنوي أي برفع مكانته كما جاء في كلام ميخا " لقد رأيت الرب جالساً على كرسيه، وكل جند السماء وقوف بين لديه عن يمينه ويساره". (الأيام (2) 18/18).
وممن فاق المسيح في هذه المعجزة – حسب الكتاب المقدس - ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم، فإن بولس يزعم أن لا أب له ولا أم ولا بداية ولا نهاية، يقول: "ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي… بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له ولانهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى الأبد" (عبرانيين 7/1-3)، فلم لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق ؟
ومثل هذا أيضاً يلزم النصارى بحق الملائكة فهم أيضاً خلقوا من غير أب ولا أم، بل ولا طين، لكن النصارى لا تسميهم آلهة.
معجزة إحياء الموتى
ومعجزة إحياء الموتى معجزة عظيمة من معجزات المسيح التي أثبتها القرآن، وأخبر بأنها من عند الله [ وأحيي الموتى بإذن الله ] (سورة آل عمران ، من آية:49)، وهو ما يتفق أيضاً مع الإنجيل ، فقد قال عيسى للذين شاهدوه وعاصروه : " لست أفعل من ذاتي شيئاً، لكنني أحلم بما أسمع، لأني لست أنفذ إرادتي، بل إرادة الله الذي بعثني " (يوحنا 6/38).
لكن النصارى يصرون على أن إحياء الموتى يدل على ربوبية المسيح وألوهيته، ويتجاهلون نصوصاً كتابية أسندت ذات الفعل لغير المسيح , فلم لا تقول النصارى بألوهيتهم ؟!
فلئن كان المسيح أحيا لعاذر (انظر يوحنا 11/41-44)، فإن إلياس أحيا ابن الأرملة "وقال أيها الرب الهي أيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأتَ بإماتتك ابنها – وحاشا لله أن يسيء-. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال: يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه.
فسمع الرب لصوت إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش." (انظر ملوك (1) 17/19-24).
واليسع أيضاً أحيا ميتين أحدهما حال حياته، والآخر بعد وفاته، فقد أحيا ابن الإسرائيلية التي جاءته " دخل اليشع البيت، وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره. فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلّى إلى الرب. ثم صعد واضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدّد عليه، فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه" (انظر ملوك (2) 4/32-36).
كما أحيا اليسع بقدرة الله بعد موته ميتاً وضعه أهله على قبر اليسع، فعاد حياً " فيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه" (انظر ملوك(2) 13/21).
وحزقيال النبي أحيا بشراً كثيراً إذ فر قومه وهم ألوف حذر الوباء، فأماتهم الله ثم جاءهم نبيهم، فقال لهم: " فقال لي تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح: هكذا قال السيد الرب، هلم يا روح من الرياح الأربع، وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً جداً". (انظر حزقيال 37/9-10).
والعجب من استدلال النصارى بإحياء الموتى لإثبات ألوهية المسيح مع أنهم أثبتوا هذه القدرة للحواريين، والمقصود ما جاء قصة إحياء بطرس لطابيثا , فقد جاء في أعمال الرسل أن بطرس أحيا طابيثا بعد أن ماتت وغسلها أهلها " وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة.... وحدث في تلك الأيام أنها مرضت وماتت.فغسلوها ووضعوها في عليّة. ... فأخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلّى، ثم التفت إلى الجسد وقال: يا طابيثا قومي.ففتحت عينيها.ولما أبصرت بطرس جلست" ( أعمال 9/36-41).
كما يغفل النصارى عن تلك النصوص التي تتحدث عن موت المسيح الذي عجز عن دفع الموت عن نفسه، كما عجز عن ردها إلى الحياة من جديد، حتى أعاده الله وأقامه من الأموات، وقد تكاثرت النصوص على إيراد هذه الحقيقة حتى بلغت خمسة عشر نصاً ، منها " فيسوع هذا أقامه الله" (أعمال 2/32)، ومنها "ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات " (أعمال 3/15)، وكذا "المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله" (أعمال 4/10).
معجزة شفاء المرضى
ولئن كان عيسى قد شفى الأبرص (انظر متى 8/3) فإن اليسع شفى أبرصاً، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص " فأرسل إليه اليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر.....فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد.وخرج من أمامه أبرص كالثلج" (انظر ملوك (2) 5/10-27).
التنبؤ بالغيوب
وقد تنبأ المسيح بكثير من الغيوب فكانت كما قال، فقد أخبر التلميذان اللذان أرسلهما لذبح فصح العيد بما سيكون لهما (انظر مرقس 14/12-16)، وقد قال له بطرس"يا رب أنت تعلم كل شيء" (يوحنا 21/71).
لكن ليس المسيح وحده من قد تنبأ بالمغيبات، فقد تنبأ قبله يعقوب فقال لأبنائه: "اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام…" (التكوين49/1-27).
ومثله تنبأ صموئيل وإيليا (انظر صموئيل(1)10/2-9، ملوك (1)21/21-24)، وقد تحققت نبوءتهما في (ملوك (2)10/1-17، 9/30-37).
ومثل هذا كثير في الأسفار المقدسة (انظر صموئيل (1)19/23-24، ملوك 4/8-18، 8/12-13، يوحنا 11/49-52).
وقد جاء في وصف بلعام بن بعور الكافر الذي قتله موسى عليه السلام - و ليس نبي - بأنه " يعرف معرفة العلي الذي يرى رؤيا القدير" (العدد 24/15-19) وذكرت الأسفار عدداً من تنبؤاته التي تحققت.
ثم إن المسيح كما تنبأ بالغيوب فإنه عجز عن أخر، وجهلها، إذ لم يعرف بالخبز وعدده (انظر متى 15/34)، كما جهل موعد الساعة (انظر مرقس 13/32-33).
وينبه العلامة ديدات أنه لا يجوز للنصارى أن يذكروا شيئاً عن مغيبات أخبر عنها المسيح وهم ينسبون إليه الكذب – وحاشاه - عندما تنبأ بعودته السريعة قبل انقضاء جيله (انظر مرقس 13/26، 30، متى 10/23) وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا.
التسلط على الشياطين
وكذلك أوتي المسيح سلطاناً على الشياطين (انظر متى 12/27-28)، ولكنها معجزة قام بها غيره، فعندما اتهمه اليهود بأنه يخرج الشياطين بمعونة رئيسهم قال: "إن كنت أنا أخرج الشياطين ببعزبول، فأبناؤكم بمن يخرجونهم؟" (متى 12/27).
وقد حذر من الكذبة الذين سينجحون في إخراج الشياطين فقال: " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب ، أليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ " (متى7/5-23).
عـجـائـب مـخـتـلـفـة :
وتذكر الأناجيل عجائب متفرقة للمسيح، كتحويله الماء إلى خمر(انظر يوحنا 2/7-9)، وإطعامه الجمع كبير من خمسة أرغفة (انظر متى 14/19-21)، ويباس شجرة التين بقوله ( انظر متى 21/18-19)، كما قد حدثت ظلمة عظيمة على الأرض عند موته المزعوم على الصليب ( انظر متى 27/45)، فدلت هذه العجائب المختلفة على ألوهيته وأنه ابن الله.
وأيضاً مثله إطاعة الرياح والبحر له، فقد أوتي سلطاناً على العناصر الطبيعية، فالرياح والبحر يطيعه "وإذ اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة.وكان هو نائماً. فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين: يا سيد نجنا فإننا نهلك. فقال لهم: ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم. فتعجب الناس قائلين: أي إنسان هذا. فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه" (متى 8/23-28).
و كذا فإن المسيح صام أربعين يوماً لم يجع خلالها، وهو ما لا يطيقه بشر (انظر متى 4/1-2).
كما صعد المسيح إلى السماء، وجلس عن يمين الله (انظر مرقس 16/19)، وهو كما يرى النصارى ما يفيد استحقاقه للألوهية.
صدور مثل هذه المعجزات عن غير المسيح
ولكن أمثال هذه المعجزات بل وأعظم منها جرت على يدي غيره، ولم تقتض ألوهيتهم.
فلئن كان المسيح قد حول الماء إلى خمر (انظر يوحنا 2/7-9) فقد حول اليشع الماء الذي ملأ قدور العجوز إلى زيت " قال: اذهبي استعيري لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة.لا تقللي. ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبّي في جميع هذه الأوعية وما امتلأ انقليه، فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها، فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهي تصب. ولما امتلأت الأوعية قالت لابنها: قدم لي أيضاً وعاء. فقال لها لا يوجد بعد وعاء.فوقف الزيت. فأتت وأخبرت رجل الله فقال: اذهبي بيعي الزيت، وأوف دينك، وعيشي أنت وبنوك بما بقي" (الملوك(2) 4/3-7).
وإن طعم ببركة المسيح خمسمائة من خمسة أرغفة (انظر متى 14/19-21)، فقد أطعم الله عز وجل بني إسرائيل - وهم زهاء ستمائة ألف - المن والسلوى أربعين سنة ، وكل ذلك ببركة موسى عليه السلام (انظر الخروج 16/35-36).
ولئن كان المسيح قد حول شجرة التين إلى يابس ( انظر متى 21/18-19)، فإن موسى حول العصا اليابسة إلى حية (انظر الخروج 7/9)، وهو أعظم، إذ قد يدخل يبس الشجرة في قانون الطبيعة لكن تحويل العصا إلى حية معجز بكل حال.
و أما الظلمة التي يدعي النصارى حصولها عند صلب المسيح فهي ليست – بكل حال- بأكبر من الظلمة التي استمرت على أرض مصر ثلاثة أيام بسبب كفرهم بموسى (انظر الخروج 10/22-23).
و أيضاً فإن يشوع لما حارب الأموريين وكادت ليلة السبت أن تدخل ناجى ربه فقال: "أمام عيون إسرائيل : يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر دوم على وادي أيلون. فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب….فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل" (يشوع10/12-13)، وهذا الذي حصل ليشوع لا يقتضي ألوهيته وهو أعظم من غياب الشمس ثلاث ساعات، فإنها قد تغيب بالغيوم، وهو داخل في السنن المعهودة، أما توقف دوران الكرة الأرضية فهو أعظم من ذلك بكثير.
ثم لئن كانت الطبيعة تطيع المسيح فإن ذلك قد حصل مع الأنبياء أيضاً، فإيليا أطاعته النار حتى قال: " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء تأكلك أنت والخمسين الذين لك، فنزلت نار الله من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له" (ملوك(2)1/9-11).
وكذا أطاع البحر إيليا " وأخذ إيليا رداءه، ولفه، وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك فعبر كلاهما (اليشع وإيليا) في اليبس" (ملوك(2)2/7-8)، وقد رأينا كيف أطاعت الشمس والقمر يشوع.
و أما صيام المسيح أربعين يوماً فلا يدل على ألوهيته إذ أنه "جاع أخيراً" (متى 4/2)، فلئن كان صومه وصبره يدل على ألوهيته فإن جوعه يكذبه ويدل على بشريته ونبوته.
وقد كان مثله لموسى حيث يقول: "أقمت في الجبل أربعين نهاراً وأربعين ليلة لا آكل خبزاً ولا أشرب ماء" (التثنية 9/9).
ومثله حصل مع النبي إيليا حين أكل أكلة ثم "سار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الله" (ملوك (1)19/7-8).
ولئن قال النصارى برفع المسيح للسماء وجلوسه عن يمين الله، فإن مثل ذلك حصل مع إيليا الذي رفع من غير أن يصلب أو أن يصفع أو أن يصاب بسوء (انظر ملوك (2)2/11-12)، ومثله حصل مع أخنوخ (انظر التكوين 5/24)
و أما الجلوس عن يمين الله فقد ألحقته الكنيسة بإنجيل مرقس (انظر مرقس16/19)، فلا يمكن حمله على الحقيقة، بل غايته أن يقال بأنه جلوس معنوي أي برفع مكانته كما جاء في كلام ميخا " لقد رأيت الرب جالساً على كرسيه، وكل جند السماء وقوف بين لديه عن يمينه ويساره". (الأيام (2) 18/18).
0 commentaires:
إرسال تعليق