إدراكي الأوَّليِّ حول فكرة الخلاص المسيحيَّة جاء بعد تعميدي وأنا في سنٍّ مبكِّرٍ في إحدى الكنائس المعمدانيَّة الجنوبيَّة. فقد عُلِّمْتُ في مدرسة الأحد: "إذا لم تكوني مُعمَّدة، فإنَّك ستذهبين إلى جهنَّم".
حصل تعميدي لأنِّي كنت أُريد إرضاء النَّاس. فقد سألتُ أمِّي عن التعميد -حين جاءت إلى غرفتي في إحدى الأُمسيات- فشجَّعتني لكي أفعل ذلك. وهكذا قرَّرت في يوم الأحد
التالي أن أذهب إلى مُقدِّمة القاعة الكنسيَّة. وخلال التراتيل النِّهائيَّة للموعظة، توجَّهتُ سائرةً إلى الأمام لأُقابل الرَّاهب الشاب. كانت هناك ابتسامةٌ على وجهة، فحيَّاني، وقعد بجانبي على المقعد الطويل. سألني: "لماذا تريدين أن تفعلي هذا؟" ... انتظرت بُرهةً ثمَّ قلت: "لأنِّي أُحبُّ المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام)، وأنا أعرف أنَّه يحبُّني". وبعد انتهاء هذا التصريح، جاء إليَّ أعضاء الكنيسة وعانقوني... على أن تكون مراسم الغمر في الماء بعد بضعة أسابيع.خلال سنيِّ عمري المبكِّرة في الكنيسة -وحتى في صفِّ الرَّوضة- أذكر أنَّني كنت مُشاركةً في الإيقاع الصَّوتيِّ أثناء دروس مدرسة الأحد. فيما بعد -أثناء سنيِّ مراهقتي الأولى- كنت عضواً في مجموعة البنات الفتيَّات، والَّتي التقت في الكنيسة من أجل النَّشاطات الأسبوعيَّة، وقامت بالتَّخييم سنويَّاً من أجل الرياضة الروحيَّة. وفي صباي حضرت مخيَّماً مع أعضاءٍ أكبر منِّي سنَّاً من المجموعة الشبابيَّة. وعلى الرغم من أنِّي لم أقض الكثير من الوقت معهم في السابق، إلَّا أنَّهم كانوا يعرفونني "كإبنة المنسِّق للشبيبة"، أو "الفتاة الَّتي تعزف البيانو في المناسبات الكنسيَّة الخاصَّة". في إحدى أُمسيات هذا المخيَّم كان هناك رجلٌ يتحدَّث عن زواجه. تحدَّث عن قصَّة لقائه بزوجه. لقد ترعرع في الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة حيث تُعتبر المُواعدة أمراً طبيعيَّاً، ولكن –في تقاليد تلك الفتاة- كان بإمكانه فقط أن يلتقي بها برفقة حارسٍ معهما. وبما أنَّه كان مُعجباً بها فقد قرَّر أن يستمرَّ في لقاءها. وكان هناك شرطٌ آخر، وهو أنَّهما لم يكن بإمكانهما أن يلمس أحدهما الآخر حتى يعقدا الخطبة. و بعد أن تقدَّم لطلب يدها، سُمح لهما بإمساك الأيدي. كان هذا ممَّا حيَّرني، وما زال يُشعرني بالرَّهبة. فقد كان من الجميل أن أُفكِّر بأنَّ مثل هذا الاكتشاف عن شخصٍ آخرٍ كان يمكن أن يظلَّ سرَّاً حتى تمَّ هذا الاعتراف. ومع أنَّ القصَّة أمتعتني، إلَّا أنَّني لم أكن أظنُّ أبداً أنَّها يمكن أن تتكرَّر.
بعد بضع سنوات، تطلَّق والداي، وتغيَّر دور الدِّين في حياتي. فقد كنت دائماً أنظر إلى عائلتي من خلال عيون طفلة، فكانوا بذلك مِثاليِّيْن. فقد كان والدي شمَّاسا في الكنيسة وذو إحترامٍ كبير، وكان معروفاً من الجميع. وكانت والدتي نشطةً في مجموعات الشبيبة.
عندما غادرت أُمِّي البيت، أخذت دور العناية بأبي وأخويَّ الاثنين. واستمرَّ ذهابنا إلى الكنيسة، ولكن بسبب زيارتنا لأُمِّي في عُطَلِ نهاية الأسبوع، أصبحت زياراتنا للكنيسة أقل. عندما كنَّا في بيت والدي، كنَّا نتجمَّع ليلاً –وفي كلِّ ليلةٍ- لقراءة "الرسالة الأولى إلى مؤمني كورونثوس (1-13)" والَّتي تتحدَّث عن المحبَّة والإحسان. وقد كرَّرت القراءة معهم مرَّاتٍ كثيرةٍ جدَّاً حتى حفظتها عن ظهر قلب. فقد كانت تمثِّل نوعاً من الدَّعم المعنويِّ لأبي، على الرغم من أنِّي لم أكن أفهم لماذا.
وفي فترة ثلاث سنواتٍ متتاليةٍ انتقل أخي الأكبر، ثمَّ أخي الأصغر، ثمَّ أنا إلى بيت والدتي. وفي ذلك الوقت لم تعد أُمِّي تذهب إلى الكنيسة، وهكذا وجد أخواي أنَّ الذِّهاب إلى الكنيسة ليس ضروريَّاً. وبانتقالي إلى بيت أُمِّي -خلال السَّنة قبل الأخيرة من مرحلة الدِّراسة الثانويَّة- أنشأت صداقاتٍ جديدةٍ، واكتشفت طريقةً مختلفةً في الحياة. ففي يومي الدِّراسيِّ الأوَّل تعرَّفت إلى فتاةٍ كانت غايةً في اللطف. وفي اليوم الدِّراسيِّ التالي دعتني لزيارتها في بيتها خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأقابل عائلتها وأزور كنيستها. تقبَّلتني عائلتها على الفور "كفتاةٍ طيِّبةٍ" و "قُدوةٍ حسنةٍ" لها. وأيضاً صدمتني المفاجأة من جماعة المصلِّين الَّذين حضروا إلى كنيستها، فعلى الرغم من أنِّي كنت غريبةً عنهم إلَّا أنَّ كلَّ النِّساء والرِّجال حيُّوني بالعناق والقُبَل وجعلوني أشعر بأنِّي في موضع ترحيب.
بعد قضائي المستمرِّ للوقت مع هذه العائلة، وذهابي إلى كنيستهم في عُطَل نهاية الأسبوع، بدأوا يحدِّثونني عن معتقداتهم الخاصَّة في كنيستهم -"كنيسة المسيح" (عليه الصَّلاة والسَّلام). فهذه الطَّائفة تسير على العهد الجديد (أو التطبيق الحرفيِّ لكتابات بولس). فلم يكن لديهم آلاتٌ موسيقيَّةٌ في الكنيسة أثناء الصَّلاة، بل الغناء الصَّوتيُّ فقط؛ ولم يكن هناك وُعَّاظٌ مدفوعي الأجر، بل كان بعض كبار السنِّ يقودون الصَّلاة. ولم يكن يُسمح للنِّساء بالحديث في الكنيسة. ولا يحتفلون بعيد الميلاد، والفصح، وباقي الأعياد. وكان النبيذ والخبز غير المخمَّر يُقدَّمان بالمشاركة كلَّ يوم أحد. وكان التعميد يتمُّ فوراً، وفي اللحظة الَّتي يقرِّر فيها الآثم بأن يصبح مؤمناً. وعلى الرغم من أنِّي كنت أُعتبر مسيحيَّة، إلَّا أنَّ أعضاء "كنيسة المسيح" كانوا يعتقدون بأنِّي سأذهب إلى جهنَّم إذا لم أتعمَّد مُجدَّداً في كنيستهم وعلى طريقتهم. فكان هذا أوَّل انفجارٍ رئيسيٍّ في نظامي العقائديّ. فهل أنا ترعرت في كنيسةٍ كان كلُّ ما فيها يُعمل بطريقةٍ خاطئة؟! وهل كان يتوجَّب عليَّ حقَّاً أن أتعمَّد مرَّةً أخرى؟!
عند هذه النقطة كان لي نقاشٌ مع أُمِّي حول العقيدة. حدَّثتها عن ارتباكي، وأنَّني فقط أحتاج إلى من يوضح لي الأمور. وأصبحت ناقدةً للطُّقوس الدِّينيَّة في كلِّ الكنائس، لأنَّ الوعَّاظ يحكون لنا القصص فقط، ولا يُركِّزون على الإنجيل. ولم يكن باستطاعتي أن أفهم: "إذا كان الإنجيل مهمَّاً جدَّاً، فلماذا لا يُقرأ لوحده في الصَّلاة الكنسيَّة؟"
ومع أنِّي فكَّرت بالتعميد كلَّ يوم أحد، ولفترةٍ تُقارب السنتين، إلَّا أنَّني لم أستطع أن أتقدَّم للتعميد. كنت أُصلِّي لله تعالى ليدفعني للأمام إن كان فعل ذلك صائباً، ولكنَّ هذا لم يحدث أبداً.
في السَّنة التالية، ذهبت إلى الكليَّة وأصبحت منفصلةً عن كلِّ الكنائس، كإنسانٍ يبدأ من جديد. في بعض أيَّام الآحاد كنت أزور بعض الكنائس مع الأصدقاء، فقط لأشعر بلحظات نقدٍ للطُّقوس الدينيَّة. حاولت الانضمام إلى الجمعيَّة الطلَّابيَّة المعمدانيَّة، ولكنِّي شعرت بأنَّ الأشياء خاطئةٌ هناك أيضاً. فقد جئت إلى الكليَّة مُعتقدةً بأنِّي سأجد شيئاً يشبه كنيسة المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام)، ولكنَّ مثل ذلك لم يوجد. وعندما كان يصادف وأعود إلى منزل والدتي أيَّام العُطَل الأسبوعيَّة، كنت أزور الكنيسة لكي أحصل على شعورٍ فوريٍّ بالمشاركة الاجتماعيَّة والترحيب.
في سنتي الثانية في الكليَّة أمضيت أيَّام الآحاد بالغناء في الجَوْقة الموسيقيَّة لكنيسة "ويك فوريست"، لأنِّي كنت أكسب مبلغاً جيِّداً من المال. ومع أنِّي لم أكن أُومن بمعتقدات الكنيسة، إلَّا أنِّي كنت أحتمل الطُّقوس الدينيَّة لأجني المال. وفي شهر تشرين الأول من هذه السَّنة قابلت مسلماً كان يسكن في سكن الطلَّاب الَّذي كنت أسكن فيه. كان شخصاً لطيفاً، وكان دائماً يبدو مُتأمِّلاً أو غارقاً في تفكيرٍ عميق. وفي إحدى الأمسيات قضيت كلَّ الأمسية سائلةً إيَّاه بعض الأسئلة الفسلفيَّة حول الإيمان والدِّين. فتحدَّث عن إيمانه كمسلمٍ شيعيٍّ إماميٍّ إسماعيليّ. وعلى الرغم من أنَّ أفكاره لم تمثِّل تماماً طائفته الإسلاميَّة (حيث أنَّه كان أيضاً مُرتبكاً وباحثاً عن بعض الإجابات)، إلَّا أنَّ تصريحاته الأساسيَّة جعلتني أتساءل عن معتقداتي الخاصَّة: فهل نحن لأنَّنا وُلدنا في هذا الدِّين، فإنَّ ذلك يتضمَّن بأنَّه هو الدِّين الصَّحيح؟ ويوماً بعد يوم كنت ألقاه وأسأله الكثير من الأسئلة -راغبةً في نفس المستوى من التعامل معه، كما حصل حين التقينا لأوَّل مرَّة- ولكنَّه لم يعد يجيب على أسئلتي، أو يوافق الاحتياجات الروحيَّة الَّتي كانت لديّ.
في الصَّيف التالي، عملت في إحدى المكتبات، وكنت ألتهم أيَّ كتابٍ استطعت إيجاده عن الإسلام. ثم قدَّمت نفسي لمسلمٍ آخر في الحرم الجامعيِّ، وبدأت أسأله عن الإسلام. وبدل أن يجيبني على أسئلتي وجَّهني لقراءة القرآن الكريم. وفي أيِّ وقتٍ كان لديَّ أسئلةٌ عامَّةٌ عن الإسلام، كان يجيبني عليها. ذهبت إلى المسجد المحليِّ مرَّتين خلال تلك السَّنة، وكنت سعيدةً لشعوري بنوعٍ من المشاركة الاجتماعيَّة مُجدَّداً.
وبعد قراءتي عن الإسلام خلال الصَّيف، أصبحت أكثر حساسيةً تجاه التصريحات الَّتي تُدلى عن المسلمين. وعندما كنت آخذ مادَّةً تمهيديَّةً عن الإسلام في منتصف الفصل الدِّراسيّ، كنت أشعر بالإحباط حين يقوم الأستاذ بإلقاء تعليقاتٍ خاطئة، ولكنِّي لم أكُن أعرف كيف أُصحِّحه. وفي نشاطٍ خارجٍ عن دراستي الجامعيَّة، أصبحت عاملةً نشطةً وداعمةً لمنظَّمةٍ حديثة النشأة في حرمنا الجامعيِّ هي "منظَّمة الوعي الإسلاميّ Islam Awareness Organization ". وحيث إنَّني كنت العضو الأنثوي الوحيد، كنت أُقدَّم للآخرين على أنِّي "مسيحيَّة المجموعة". وفي كلِّ مرَّةٍ كان فيها أحد المسلمين يقول ذلك كنت أنظر إليه بحيرة، لأنِّي كنت أظنُّ بأنِّي كنت أفعل كلَّ ما كانوا يفعلون، وأنِّي بذلك كنت مسلمةً أيضاً. فقد امتنعت عن أكل لحم الخنزير واصبحت نباتيَّة، ولم أكن أبداً أُحبُّ الخمر، وبدأت الصَّوم في شهر رمضان المبارك، ولكن كان لا يزال هناك اختلافٌ ما...
في نهاية تلك السَّنة قبل النهائيَّة حصلت بعض التغييرات، فقد قرَّرت أن أُغطِّي شعري، لأُخفيه عن أعين النَّاس. ومرَّةً أخرى فكَّرت بذلك كشيءٍ جميل، وكانت لديَّ فكرةٌ بأنَّ زوجي فقط سيكون بإمكانه أن يرى شعري. حتى أنَّه لم يحدِّثني أحدٌ عن الحجاب... حيث إنَّ الكثير من الأخوات في المسجد لم يكنَّ يلبسنه.
في ذلك الصَّيف، كنت أجلس في المدرسة أتصفَّح الإنترنت، باحثةً عن مواقع عن الإسلام. كنت أريد العثور على عناوين إلكترونيَّةٍ لأُناسٍ مسلمين، ولكنِّي لم أُوفَّق. وأخيراً غامرت بالدُّخول إلى صفحةٍ كانت رابطةً للزَّواج. قرأت بعض الإعلانات، وحاولت أن أجد أُناساً في مثل سنِّي لأكتب لهم عن الإسلام. وقدَّمت لرسائلي بعبارة: "إنَّني لا أبحث عن الزَّواج، أنا فقط أريد أن أتعلَّم عن الإسلام". بعد بضعة أيَّامٍ وصلني ثلاثة ردود من ثلاثةٍ من المسلمين: رسالةٌ من باكستانيٍّ كان يدرس في الولايات المتحدة، وأخرى من مسلمٍ هنديٍّ كان يدرس في انجلترا، والأخيرة من مسلمٍ يعيش في دولة الإمارات العربيَّة. قدَّم لي كلُّ أخٍ منهم المساعدة بطريقةٍ فريدة، ولكنِّي بدأت المراسلة مع المسلم الباكستانيِّ الَّذي يعيش في الولايات المتحدة، لتواجده في نفس النطاق الزمنيِّ لمنطقتي. كنت أُرسل إليه الأسئلة، وكان هو بدوره يقوم بإرسال إجاباتٍ شاملةٍ ومنطقيَّة. وعند هذه النقطة عرفت بأنَّ الإسلام هو دين الحقّ، فكلُّ النَّاس سواسيةً بغضِّ النَّظر عن اللون أو العمر أو الجنس أو العرق، إلخ؛ وبالرُّجوع إلى القرآن الكريم تلقَّيت إجاباتٍ على أسئلةٍ مُعقَّدةٍ. فأصبحت أشعر بالرِّباط الاجتماعيِّ النوعيِّ مع المسلمين، فأصبحت لديَّ حاجةٌ قويةٌ غامرةٌ لإعلاني الشهادتين في المسجد. ولم يعد لديَّ "الخوف المسيحيُّ" من إنكار المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام) كإله، فقد آمنت بأنَّ هناك إلهاً واحداً فقط، وأنَّه لا يمكن أن يكون له شريك. وفي مساء أحد أيَّام الخميس من شهر تموز لعام 1997 تحدَّثت هاتفيَّاً مع الأخ الباكستانيِّ، وسألت المزيد من الأسئلة، وتلقَّيت المزيد من الإجابات الموثوقة والمنطقيَّة. فقرَّرت الذِّهاب إلى المسجد في اليوم التالي.
ذهبت إلى المسجد مع أخٍ مسلمٍ من "ويك فوريست" وأخته غير المسلمة، ولكنِّي لم أُخبره بِنِيَّتي. ذكرت فقط بأنِّي أريد أن أتحدَّث مع الإمام بعد خطبة الجمعة. وبعد أن أنهى الإمام خطبته، وصلَّى بالمسلمين، جاء للحديث معي. فسألته عمَّا هو ضروريٌّ لكي أصبح مسلمة. فأجابني بأنَّ هناك أركاناً رئيسيَّةً للإسلام بالإضافة إلى الشَّهادتين. فقلت له بأنِّي درست الإسلام لأكثر من عام، وأنِّي جاهزةٌ لأصبح مسلمة. فردَّدت أمامه بأنِّي "أشهد أنَّ لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّداً رسول الله". وهكذا أصبحت مسلمةً في الثاني عشر من شهر تموز لعام 1997 ، والحمد لله.
كانت هذه هي الخطوة الأولى والكبرى. ثمَّ فُتحت بعد ذلك أمامي الكثير من الأبواب، وما زالت تُفتح بنعمةٍ من الله سبحانه وتعالى. بدأت أوَّلاً بتعلُّم الصَّلاة، ثمَّ زرت مسجداً آخراً في "وينستون-سالم"، وبدأت بلبس الحجاب بعد ذلك بأسبوعين....
أثناء عملي في الصَّيف تكون لديَّ مشكلةٌ بخصوص الحجاب. فمدراء العمل لا يحبونه، و "يدعونني أذهب" مبكِّراً. فهم يعتقدون بأنِّي لا يمكنني أن "أقوم" بعملي في بيع الحقائب المدرسيَّة بطريقةٍ حسنة، لأنَّ ملابسي تُعيق حركتي. ولكنِّي وجدت أنَّ في لبس الحجاب عمليَّة تحرُّرٍ كبيرة. وأنا أقابل المسلمين وهم يتسوَّقون... كلَّ يوم ألتقي بأُناسٍ جُدُد، والحمد لله.
في السَّنة الدِّراسيَّة النِّهائيَّة، أخذت زمام القيادة في منظَّمة الوعي الإسلاميِّ الجامعيَّة، لأنِّي وجدت بأنَّ إخواني لم يكونوا نشطاء كما ينبغي. وحيث إنِّي كنت دوماً أدفعهم للقيام ببعض الأمور، وأقوم بتذكيرهم ببعض الأحداث، أطلقوا عليَّ لقب "الأُم كايسي".
وخلال الفصل الثاني من السَّنة النِّهائيَّة أخذت مباحثَ دراسيَّة اختياريَّة عن الإسلام والمسيحيَّة واليهوديَّة. وكانت كلُّها جيَّدةً، لأنِّي كنت أُمثِّل الأقليَّة (المسلمة) في كلٍّ منها. ما شاء الله، كم كان جميلاً أن أُمثِّل الإسلام، وأن أقول للنَّاس الحقيقة عن المسلمين، وعن الله سبحانه وتعالى.
0 commentaires:
إرسال تعليق