الفصل الخامس : رحمته للعالمين في ميدان الصراعات السياسية والعسكرية


المبحث الرابع
رحمته للأسر

في الوقت الذي كانت فيه الحروب الجاهلية لا تعرف أبسط قواعد أخلاقيات الحرب، ظهر النبي بمبادئه العسكرية، ليشرع للعالمين تصورًا شاملاً لحقوق الأسرى في الإسلام.

وفي هذا العصر الحديث الذي شرّعت فيه المنظمات الدولية بنودًا نظرية – غير مفعلة وغير مطبقة – لحقوق الأسرى، كاتفاقيات جنيف بشأن أسرى الحرب في معاملة أسرى الحرب ورعايتهم جسدياً ونفسياً.و نرى رسولنا   يشرع قبلهم بمئات السنين حقوقًا شاملة وجامعة للأسرى، أضف إلى ذلك أن النبي  لم يجعل هذه الحقوق بنودًا نظرية بعيدة عن واقع الحروب – كما هو الحال في عصرنا -، بل جعلها منهجًا عمليًا وطبقها بنفسه في غزواته وطبقها تلاميذه في السرايا والمعارك الإسلامية ..
وفي إكرامه  للأسرى، مظهر فريد من مظاهر الرحمة، في وقت كانت تستباح فيه الحرمات والأعراض ..
"وكثيراً ما أطلق  سراح الأسرى في سماحة بالغة ، رغم أن عددهم بلغ في بعض الأحيان ستة آلاف أسير"[1] .
يقول سيديو : "والكل يعلم أنه رفض -بعد غزوة بدر- رأي عمر بن الخطاب في قتل الأسرى... وأنه صفح عن قاتل عمه حمزة ، وأنه لم يرفض - قط -ما طلب إليه من اللطف والسماح"[2].

المطلب الأول : نماذج في معركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م):
لقد استشار النبي وزرائه في أسارى بدر فأشار عليه أبو بكر أن يأخذ منهم فدية ، فهم بنو العم والعفو عنهم أحسن، ولعل الله أن يهديهم إلى الإسلام. وقال عمر  : لا والله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها!!
فهوي النبي  ما قال أبو بكر،  ولم يهو ما قال عمر. فلما كان من الغد أقبل عمر فإذا رسول الله  يبكى هو وأبو بكر فقال: يا رسول الله! من أي شئ تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما؟ فقال رسول الله : "أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء ! لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة !" وأنزل الله تعالى قوله: ] مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ[3][.
وقد تكلم العلماء في أي الرأيين كان أصوب فرجحت طائفة قول عمر لهذا الحديث ورجحت طائفة قول أبي بكر لاستقرار الأمر عليه وموافقته الكتاب الذي سبق من الله بإحلال ذلك لهم ولموافقته الرحمة التي غلبت الغضب، ولتشبيه النبي  له في ذلك بإبراهيم وعيسى، وتشبيهه لعمر بنوح وموسى، ولحصول الخير العظيم الذي حصل بإسلام أكثر أولئك الأسرى، ولخروج من خرج من أصلابهم من المسلمين، ولحصول القوة التي حصلت للمسلمين بالفداء ولموافقة رسول الله لأبي بكر أولاً ولموافقة الله له آخراً حيث استقر الأمر على رأيه ولكمال نظر الصديق فإنه رأى ما يستقر عليه حكم الله آخراً وغلب جانب الرحمة على جانب العقوبة[4]..
وحين أقبل بالأسارى – بعد بدر -  فرقهم النبيr  بين أصحابه وقال :
"استوصوا بهم خيراً"[5] ..
وبهذه التوصية النبوية الرفيعة، تحقق في هذا الجيل الإسلامي الفضيل قول الله تعالى:
 ]وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا [[6] .
وهذا أبو عزيز بن عمير أخو مصعب بن عمير يحدثنا عما رأى. قال: كنت في الأسرى يوم بدر[7] ، فقال رسول الله r:" اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا"[8] . وكُنْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ الْأَنْصَارِ حِينَ أَقْبَلُوا بِي مِنْ بَدْرٍ فَكَانُوا إذَا قَدّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ خَصّونِي بِالْخُبْزِ وَأَكَلُوا التّمْرَ لِوَصِيّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إيّاهُمْ بِنَا ، مَا تَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ كِسْرَةُ خُبْزٍ إلّا نَفَحَنِي بِهَا . قَالَ فَأَسْتَحْيِيَ فَأَرُدّهَا عَلَى أَحَدِهِمْ فَيَرُدّهَا عَلَيّ ما يَمَسّهَا [9]  .
ويقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه: "لما كان يوم بدر أُتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي له قميصاً فوجدوا قميص عبدالله بن أُبي يقدر عليه فكساه النبي r إياه"[10]
وهذا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرّبِيعِ يحدثنا قال: كنت في رهط من  الأنصار [11] - جزاهم الله خيرًا -، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ، وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك ويزيد: وكانوا يحملوننا ويمشون[12].
وقد كان أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرّبِيعِ في الأسارى، وختن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وزوج ابنته زينب، أسره خِرَاشُ بْنُ الصّمّةَ ، فلما بعثت قريش فداء الأسرى بعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في فداء أبي العاص وأخيه عمرو بن الربيع بقلادة لإمها خديجة، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا "، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها[13].

كان هذا الخُلق الكريم الذي غرسه المعلم الكبير محمد  في أصحابه وجنده وشعبه، قد أثر في إسراع مجموعة من كبراء  الأسرى وأشرافهم إلى الإسلام، فأسلم أبو عزيز عقب معركة بدر، بُعيد وصول الأسرى إلى المدينة، وتنفيذ وصية ، وأسلم معه السائب بن عبيد.
وعاد الأسرى إلى بلادهم وأهليهم يتحدثون عن محمد  ومكارم أخلاقه، وعن محبته وسماحته، وعن دعوته وما فيها من البر والتقوى والإصلاح والخير[14].
 المطلب الثاني : نموذج معركة بني المصطلق (شعبان 5 هـ /يناير 627 م)
لقد أطلق المسلمون من في أيديهم من أسرى  بني المصطلق – بعد معركة مع بني المصطلق أعداء الرسول ، وذلك أن جُوَيْرِيَة بنت الحارث سيد بني المصطلق وقعت في سهم ثابت ابن قيس، فكاتبها، فـأدي عنها رسول الله  وتزوجهـا، فأعـتق المسلـمون بسبـب هـذا التزويـج مـائـة أهـل بيـت مـن بنـي المصطلق قـد أسلمـوا، وقـالـوا‏:‏ أصهـار رسول الله r[15]‏.‏ حيث كره المسلمون أن يأسروا أصهار رسول الله ! قالت عائشة : فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها[16].
واستكثر الصحابة على أنفسهم أن يتملكوا أصهار نبيهم وقائدهم، وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة، دخلت القبيلة كلها في دين الله. إن مرد هذا الحدث التاريخي وسببه البعيد، هو حب الصحابة للنبي، وتكريمهم إياه، وإكبارهم شخصه العظيم[17]، وتأسيهم بأخلاق قائدهم في معاملة الأسرى، والتي عهدوها من معلمهم في حروب سابقة .

 المطلب الثالث : نموذج معركة حنين( 10 شوال 8 هـ/30 يناير 630 م)
يقول "جان باغوت غلوب":
"وكان انتصار المسلمين [على هوازن]  في حنين كاملاً، حتى أنهم كسبوا غنائم كثيرة بين أعداد  وفيرة من الإبل والغنم ، كما أسروا عدداً ضخماً من الأسرى معظمهم من نساء هوازن وأطفالها ، وعندما عاد النبي  عن الطائف دون أن يتمكن من فتحها شرع يقسم الغنائم والأسلاب بين رجاله . ووصل إليه وفد من هوازن المهزومة المغلوبة على أمرها يرجوه إطلاق سراح النسوة والأطفال من الأسرى، وسرعان ما لبى النبي الطلب بما عرف عنه من دماثة و تسامح ، فلقد كان ينشد من جديد في ذروة انتصاره أن يكسب الناس أكثر  من نشدانه عقابهم وقصاصهم"[18] .
لقد تأثر مالك بن عوف زعيم هوازن المهزومة بهذا العفو الكريم والخلق العظيم من محمد، بعدما أطلق له كل الأسرى من قومه..
فجادت  قريحته لمدح النبي  ، فأخذ ينشد فاصلاً من الشعر، يشكر فيه رسول الله 
فقال مالك  :
šŠ¤1فِي النّاسِ كُلّهُمُ بِمِثْلِ مُحَمّدِ
š
š
مَا إنْ رَأَيْت وَلَا سَمِعْت بِمِثْلِهِ
Šš
šوَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْك عَمّا فِي غَــدٍ

š
š
أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إذَا اُجْتُدِيَ
Šš
šبِالسّمْهَرِيّ وَضَرْبِ كُلّ مُهَــنّدِ

š
š
إذَا الْكَتِيبَةُ عَرّدَتْ[19] أَنْيَابَهَا
Šš
šوَسْطَ الْهَبَاءَةِ[20] خَادِرٌ [21] فِي مرصد[22]

š
š
       فَكَأَنّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ

المطلب الرابع : نماذج أخرى:
أولاً : عفوه عن ثمانين أسيرًا في الحديبية :
 هبط عليهr فى صلح الحديبية (في ذي القعدة 6 هـ/ مارس628 م) ، ثمانون متسلحون، من جبل التنعيم[23]، يريدون قتله، فأسرهم، ثم منَّ عليهم[24].
ثانيًا : عفوه عن ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة
أُسر ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة، وسيد اليمامة، فربطه الصحابة بسارية بالمسجد النبوي[25]. وإنما رُبط بسجد بناه أكرم الخلق، مطلق العاني الأسير، خير من أكرم العزيز إذا ذل، والغريب إذا ضل . 
فَقَالَ النبي - لأصحابه -: "أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ " ..
 فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ:  أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ[26] .
فلقد هزته الأخلاق المحمدية هزًا عنيفًا، فطفق يهتف بأخلاق محمد، ويقول :
"مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ!! وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ،  فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ !! وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ،  فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ !! "[27] ..
بل ويترجم ثمامة هذا الحب عمليًا ..فيبغض في الله ويقاطع في الله،  فلما فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ : صَبَوْتَ ؟؟!
قَالَ: " لَا وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "[28] ! .
ثالثًا: لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح :
 رأى الرسول  أسارى بني قريظة موقوفين في قيظ النهار تحت الشمس فأمر من يقومون بحراستهم قائلاً: "لا تجمعوا عليهم حر هذا اليوم وحر السلاح.. قيلوهم حتى يبردوا"، وقد سئل الإمام مالك - يرحمه الله: "أيعذب الأسير إن رجي أن يدل على عورة العدو؟" فأجاب قائلاً: "ما سمعت بذلك"[29] وبذلك يحرم الإسلام تعذيب الأسرى، ويرفض إهانتهم، ويقرر عدم إهمالهم..  كما لا يجوز تعذيب الأسير، ولا إهانته للحصول على معلومات عسكرية منه..
رابعًا : كسوة ونفقة لإسيرة :
وأعطى رسول الله  كسوة ونفقة لابنة حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة في أيدي المسلمين، بل حملها حتى خرجت مع بعض أناس من قومها[30].
خامسًا : عفوه عن مشركين قاتلوا يوم الفتح :
وأطلق يوم فتح مكة (رمضان 8هـ/ يناير 630 م ) جماعة من قريش فكان يقال لهم : الطلقاء[31].
فهذه نماذج، تبين لك مدى رحمة النبي  للأسرى، وهذه المواقف وغيرها تكشف الستار عن شخصية بلغت من السمو والرفعة مبلغًا بعيدًا، شخصية تحرك الأفئدة نحوها بفيض عارم من الرحمة والعفو والجاذبية . 



[1] مولانا محمد علي : حياة محمد و سيرته ، ص 269
[2] لويس سيديو: (نقلا عن كتاب الإسلام بين الإنصاف و الجحود ، ص 134).
[3] سورة الأنفال:الآية 67
[4] ابن القيم : زاد المعاد ، 3 \ 99
[5] ابن كثير: البداية والنهاية، 3\ 307
[6] سورة الإنسان:الآية 8
[7] أيام كان على غير الإسلام، وكان في جيش المشركين.
[8] ابن هشام  (1 / ص 644)
[9] ابن هشام  ( 1 / ص 644)، وابن سيد الناس : عيون الأثر 1\393
[10] البخاري (2846) وانظر: ابن حجر العسقلاني- فتح الباري6/ 144
[11] قبل إسلامه، أيام كان في جيش قريش، وأسره الصحابه في معركة بدر . 
[12] انظر: الواقدي: المغازي 1/119.
[13] سبل الهدى والرشاد - (ج 4 / ص 71)
[14] انظر: علي محمد الصلابي : السيرة النبوية، 2\42
[15] ابن كثير: البداية والنهاية، 4\ 159
[16] ابن كثير: البداية والنهاية، 4\ 159
[17] انظر: علي محمد الصلابي : السيرة النبوية، 2\184
[18] جان باغوت غلوب : الفتوحات العربية الكبرى، ص 157- 158.
[19]عردت: اشتدت وضربت، القاموس المحيط (1/313).
[20] الهباءة: غبار الحرب, مختار الصحاح، ص689.
[21]الخادر: المقيم في عرينه، والخدر ستر يمد للجارية من ناحية البيت.
[22] انظر: ابن هشام : السيرة النبوية (4/144).، والبيهقي : دلائل النبوة ( 5/ 270)،برقم 5440،  وعلي محمد الصلابي : السيرة النبوية، ص 405، 406،
[23] جبل التنعيم : موضع بمكة في الحل، وهو الآن مدينة صناعية بالمملكة العربية السعودية. انظر:معجم البلدان 2\49، ومعجم معالم الحجاز 2\44
 [24]انظر:  ابن القيم : زاد المعاد  (3 \ 99)
 [25]انظر:   ابن القيم : زاد المعاد  (3 \ 99)
[26] صحيح – رواه البخاري (442) عن أبي هريرة
[27] صحيح – رواه البخاري (4024)، ومسلم (  3310 ) عن أبي هريرة
[28] صحيح – رواه البخاري (4024)، ومسلم (  3310 ) عن أبي هريرة
[29] انظر: وهبة الزحيلي : آثار الحرب، ص: (414).
[30] ممدوح إبراهيم الطنطاوي : أخلاقيات الحرب في الإسلام، مجلة الجندي المسلم : العسكرية الإسلامية  العدد 112
[31] انظر:  صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ"، برقم 1808،. وابن القيم : زاد المعاد  ( 5 \ 59 ) . 

0 commentaires:

إرسال تعليق