الفصل السادس : رحمته للعالمين في مجال المرأة والطفل


المبحث السادس

رحمته للأرامل

المطلب الأول: حثه على السعي على الأرامل:
الأرملة التي حُرمت من الزوج، تكون منكسرة  ومجروحة الخاطر وبحاجة إلى من يعولها، ولهذا رغب النبي  بجبر كسرها، ورعايتها فكان فيقول :

"الساعي على الأرملةِ والمسكين كالمجاهدِ في سَبيلِ الله: كالقائم لا يَفتُر وكالصائم لا يُفطِر"[1].
ومعنى الساعي : الْكَاسِب لَهُمَا : الْعَامِل لِمَئُونَتِهِمَا[2]، الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين"[3] .. . فكافل الأرملة كالمجاهد في سبيل الله سواءً بسواء ..
وقَالَ اِبْن قُتَيْبَة : سُمِّيَتْ أَرْمَلَة لِمَا يَحْصُل لَهَا مِنْ الْإِرْمَال ، وَهُوَ الْفَقْر وَذَهَاب الزَّاد بِفَقْدِ الزَّوْج[4].
المطلب الثاني : سعيه على الأرامل :
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قال:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُكْثِرُ الذِّكْرَ ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ"[5].
وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:
"إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ r فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ"[6].
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ:
"جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ لَهَا : " يَا أُمَّ فُلَانٍ اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ " قَالَ: فَجَلَسَتْ فَجَلَسَ النَّبِيُّ  إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا[7].






[1] صحيح – رواه البخاري، باب الساعي على الأرملة ، برقم 4934، ومسلم باب الإحسان إلى الأرملة، برقم 5295 
[2] شرح النووي على مسلم 9\ 366
[3] ابن حجر : فتح الباري (ج 9 / ص 366)
[4] شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 366)
[5] رواه النسائي،باب بَاب مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ تَقْصِيرِ الْخُطْبَةِ، برقم 1397، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي.
[6] صحيح- رواه البخاري البخاري، باب الكبر، برقم 5610
[7] صحيح – رواه مسلم، باب بَاب قُرْبِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ النَّاسِ وَتَبَرُّكِهِمْ بِهِ ، برقم 4293

0 commentaires:

إرسال تعليق