النصائح الذهبيّة لتربية الأولاد ورعايتهم


النصائح الذهبيّة لتربية الأولاد ورعايتهم 
  
 د. عبد المجيد البيانوني
   


الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ربّنا هب لنا مِن لدنك رحمةً ، وهيّئ لنا من أمرنا رشداً ، وبعد ؛
فيقول الله تعالى : { يا أيُّها الذينَ آمنُوا قُوا أنفسَكُم وأهليكم ناراً ، وَقُودُها الناسُ والحِجارةُ ، عليها مَلائكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ ، لا يَعصُونَ الله ما أمرَهُم ، ويَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ (6) } التحريم .  

إنها لظاهرة صحيّة طيّبة أن يتكرّر السؤال عن التربية المثلى للأولاد من الآباء والأمّهات ، وأن نرى الوعي بهذه المسئوليّة الشرعيّة يزداد يوماً بعد يوم ، وينمو الشعور بخطورة ترك الأولاد بغير رعاية دقيقة ، ومتابعة واعية ، في وقت عمّت فيه الشرور الأخلاقيّة ، والمفاسد الفكريّة أمم الأرض كلّها ، على نسب متفاوتة ، وأخذت البشريّة تئنّ من ويلاتها ، وتقطف الثمار المرّة لخروجها عن منهج ربّها سبحانه ، ولا تتوضّح نعمة النور وآثارها ، إلاّ إذا اقترنت بجوارها صورة الظلمات وتخبّطاتها ..
لقد تكرّر السؤال على مسمعي في مناسبات عديدة ، ثمّ تكرّر في حجّ عام 1419 هـ ، ورأيت من الإخوة السائلين والأخوات السائلات صدقاً وحيرة .. صدقاً في الرغبة في السير على منهج واضح رشيد في تربية الأبناء والبنات ، وحيرة أمام كثرة المناهج والمفاهيم ، واختلاف الطرق والأساليب ، التي قد يجد فيها الناظر كثيراً من الاضطراب والتناقض مع مفاهيم ديننا وهدي نبيّنا e وسنّته .. وحيرة كذلك أمام الفكر الوافد النابي عن قيم ديننا ومبادئه ، وأمام الهجمة الشرسة التي تجتاح شباب المسلمين وديارهم من ركام التقنيات الحديثة ، التي سخّرها الغرب لنشر ثقافته وسلوكيّاته ..
وإذ قد أثير هذا الموضوع المهمّ في أكثر من مناسبة، وأدلى فيه الفقير إلى الله تعالى بما فتح الله به عليه ، فقد رغب بعض الإخوة الأحبّة أن نلخّص القول في رسالة موجزة يكون فيها البلاغ الموجز ، والمنهج المركّز ، فنقول مستعينين بالله تعالى ، ومستمدّين منه السداد والتوفيق :
إن على الآباء والأمّهات أن يعلموا أن قضيّة تربية الأولاد مسئوليّة مشتركة بين الزوجين ، مصداقاً للحديث الذي يرويه عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ t أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله e يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) ([1]) .
ولاشكّ أن الزوج يضطلع بالعبء الأكبر من هذه المسئوليّة بحكم القوامة الشرعيّة التي حمّله الله تعالى إياها ، ولكن تقصير بعض الأزواج في مسئوليّتهم لا يعفي الزوجات من التقدّم إلى الميدان ، وسدّ الخلل ، وتدارك النقص ، إذ هما شريكان في بناء الأسرة وتكوينها ، والصورة المثلى أن يكون الزوجان متعاونين على البرّ والتقوى في كلّ شأن ، حريصين على أداء هذه المسئوليّة الشرعيّة على أحسن وجه ، وأن يكونا كمثل الأخوين المتحابيّن في الله تعالى ، اللذين مثلُهما كمثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى ([2]) ..
وعندما يكون الزوجان كذلك تثمر جهودهما التربويّة أطيب الثمار ، فلا تتبدّد جهودهما ، ولا تهدر طاقاتهما ، وتظهر آثار تعاونهما على تربية أولادهما سلوكاً قويماً سويّاً ، ونجاحاً في الحياة متميّزاً ..
وعندما يكون أحد الزوجين بانياً مجتهداً ، والآخر مهملاً مفرّطاً ، أو هادماً مخرّباً ، فأيّ خير يرتجى .؟ وأيّ نشأة سويّة للجيل نؤمّل .؟!
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
                  إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ .؟
أو كما قال القائل :
سارَت مُشرّقةً وسِرتُ مُغرّباً         
                      شتّانَ بين مُشرّق ومُغرّبِ
وإنّ كثيراً من الآباء قد يخطئون أسس التربية القويمة ، ولا يراعونها في علاقاتهم ، وفي سلوكهم مع أبنائهم ، ثمّ يعزون فساد أولادهم وانحرافهم إلى الأسباب والعوامل الخارجيّة ، العديدة الضاغطة ، التي تخرج عن قدرتهم وسيطرتهم .. وهذا نوع من التهرّب من المسئوليّة الشرعيّة التي يتحمّلونها ، وسيسألون عنها يوم القيامة .!
وقد يكون لهذا القول حظّ من الصحّة والقبول ، لو أنّهم ساروا على منهج رشيد في تربية أبنائهم وبناتهم ، وحرصوا على رعايتهم الرعاية التامّة ، ومتابعتهم في جميع مراحل نموّهم ، واتّخذوا ما يستطيعون من الأساليب والوسائل لإبعاد المؤثّرات الضارة عنهم ، فإذا شذّ أحدهم بعد ذلك أو انحرف فلن يكون إلاّ بنسبة ضئيلة شاذّة ، لا تشكّل قاعدة ذات خطر ، أو ظاهرة تستعصي على المعالجة .
ومن ثمّ فقد كان لابدّ من بيان أسس التربية القويمة وتوضيحها ، ليكون كلٌّ من الزوجين على بيّنة من مسئوليّته وسلوكه ، ويعرف جوانب التقصير أو التفريط في عمله ، فيسعى إلى تدارك ذلك وتلافيه ، قبل فوات الأوان ، ثمّ الندم حيث لا ينفع الندم .


ـ وهذه أهمّ أسس التربية الإسلاميّة القويمة نقدّمها للوالدين في نصائح ثمينة :

1 ـ تفاهم مع زوجتك على منهج التربية وأسلوبها ، واحذر من الاختلاف والتناقض .
لاشكّ أن التفاهم بين الزوجين أساس التربية المثلى وقوامها : فلا يمكن أن تنهض تربية قويمة للأولاد ، ما لم تقم على أساس راسخ من التفاهم بين الزوجين ، على منهج التربية الإسلاميّة القويمة ، وأسسها ومبادئها ، وأهدافها وغايتها ، وأساليبها ووسائلها ، ونحن نعلم أنّ التفاهم لا يمكن أن يكون على كلّ شيء ، وإنما يكون على الخطوط العريضة ، والمبادئ العامّة ، ولابدّ من مساحة بعد ذلك لحرّيّة التصرّف من قبل كلّ من الوالدين بما لا يخرج عن تلك الخطوط ، وبما لا يتعارض مع توجيه الطرف الآخر ورأيه ، بل واحترام رأيه وتقديره أمام الأولاد .
ولا يخفى أن التفاهم بين الزوجين إنما يقودنا إلى التركيز على حسن الاختيار قبل الزواج من قبل كلّ من الزوجين للطرف الآخر ..
فإذا لم يتمّ حسن الاختيار أوّلاً ، فلابدّ من المعاناة والاجتهاد لتوحيد التصوّرات والمفاهيم ، وإقناع الطرف الآخر بالتوجّه الإسلاميّ الواعي ، لتبدأ خطوات التربية على منهج واضح ، وأسس بيّنة سليمة ..

2 ـ تحقّق بالهمّ التربويّ ، فإنّ الهمّ التربويّ سبيل التطوير لنفسك ، والإبداع في تربيتك .
واعلم أخي المؤمن أنّ الهمّ فيما يرضي الله تعالى من أعظم أسباب الفتح والتوفيق للعبد ؛ ألم يكرم الله عبد الله بن أبي حدرد t ، وغيره من أصحاب رسول الله e ، برؤية الأذان في النوم عندما باتوا مهمومين لهمّ رسول الله e .؟! فكان من بركات همّهم بما اهتمّ به رسول الله e أن أكرمهم الله تعالى برؤيا صادقة ، توافقت مع الوحي واعتضدت به .
وأمّا الهمّ في أمر الدنيا فقد يكون دليل ضعف الإيمان ، وشدّة التعلّق بها ، والغفلة عن الآخرة والاستعداد لها ..
فماذا نعني بالهمّ التربويّ .؟
إنّنا عندما نهتمّ بأيّ أمر تتوجّه طاقاتنا الفكريّة والنفسيّة والجسديّة كلّها إلى هذا الأمر ، وما يتطلّبه منّا من استعدادات وجهود ..
فإذا كان الأمر يتطلّب جهداً فكريّاً أعملنا فكرنا ، واتّخذنا من وسائل ذلك ما يحقّق لنا ما نرغب ..
وإذا كان الأمر يتطلّب جهداً جسديّاً عضليّاً ، تحفّزت له عضلاتنا ، وأخذت الوضع المناسب للتغلّب عليه وتحقيقه ..
وإذا كان الأمر يتطلّب طاقة نفسيّة ، شُحنت له عواطفنا بصورة ملائمة ، وتوجّهت إليه ، وغلبت في ذلك الموقف قوى النفس الأخرى ..
فإذا وجدنا أنفسنا في أيّ شيء من ذلك لا نملك الأسباب الملائمة ، فإنّ الأمر الطبيعيّ في حياتنا ألاّ نستسلم ونلقي أسلحتنا إلاّ أن يحاط بنا ، ونجد أنفسنا لا نملك أمام هذا الأمر حولاً ولا قوّة ..
فمن أسرار النجاح في التربية لأبنائنا إذن أن نحمل في قلوبنا همّاً لتربيتهم ، ومعالجة مشكلاتهم ، وتحقيق أرفع ما نصبو إليه في تكوينهم وبنائهم .. مما يدفعنا إلى أن نبدع من الوسائل والأساليب ما يحقّق لنا ذلك على أحسن صورة ، وأن نطوّر علاقتنا بهم بما يتلاءم مع نموّهم الجسميّ والعقليّ ونضجهم النفسيّ ، والمراحل التي يدرجون بها ..
ومن هنا فقد قال المثل : " الحاجةُ تفتقُ الحيلةَ " ، وأضيفُ هنا إلى هذا المثل ما يتّصل بأمر التربية : " والصدق في الرغبة يصنع الأعاجيب " ، والحاجة لا تعدّ كذلك في تصوّرنا ما لم تكن همّاً ، يشغل على الإنسان فكره ، ويجعله يقلّب الرأي على وجوهه ، ويدرس ما أمامه من احتمالات ، ويتّخذ أحسن ما يحقّق له أهدافه ..
والصورة المقابلة لما نعنيه بالهمّ التربويّ : حالة التسيّب واللامبالاة ، واعتبار التربية أمراً نافلاً متروكاً لتقلّبات الزمن في نظر كثير من الآباء والأمّهات ، والتواكليّة في التربية ، والتنصّل من التبعات ، وإلقاء المسئوليّة على الآخرين ، أو التسويف في أمر التربية في الصغر ، ثمّ إعلان العجز عند الكبر ، وغلبة العواطف في مواطن ينبغي أن يحكّم فيها العقل والجدّ ..
إنّ تلك الصور قد شاعت وذاعت في مجتمعاتنا ، وأصبحت هي الأصل في حياة الأسر وعلاقاتها ، وكلّ ذلك ممّا يتنافى مع استشعار مسئوليّة التربية ، والاهتمام بأمرها ..

3 ـ وضّح أهدافك في الحياة في نفسك أوّلاً ، واحرص على تطابق سلوكك مع أهدافك .
فإن أهدافك العليا تؤثّر في أولادك بصورة أو بأخرى ..
وإنّ أهداف الإنسان وتوجّهاته تحدّد مساره في الحياة ، وترسم سلوكه ، ويؤكّد لنا ذلك أنّ الله تعالى عندما عالج في القرآن الكريم أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد ، نصّ على هذه الحقيقة فقال سبحانه : { .. مِنكُم مَن يُريدُ الدنيا ، ومِنكُم مَن يُريدُ الآخرةَ .. (152) } آل عمران .
فبيّن الله سبحانه أنّ إرادة الدنيا ، والتوجّه إليها ينعكس على سلوك الإنسان بالخلل بالهدف الأعلى من الحياة الذي حدّده الله لعباده .. وهو بلوغ مرضاة الله تعالى .. وهذا الهدف يتفرّع إلى أهداف أدنى منه وأصغر .. وهذه الأهداف لا يربطها بالإسلام إلاّ أن تكون مشتقّة من الهدف الأكبر ، معزّزة له ..
فعندما تكون مشتقّة من قيم الإسلام ومبادئه ، فإنّها تترجم ولابدّ في حياة الإنسان ، وفي سلوكه العمليّ ، كما تتجلّى في أخلاقه ومواقفه ..
وعندما تغيب هذه الأهداف العليا السامية عن تصوّرات الإنسان وسلوكه فإنّه تضطرب شخصيّته ولا تستقرّ ، ويتخبّط في حياته ، ولا يهنأ ، ولا يدري أين يتوجّه أو يسير ، وكذلك الإنسان عندما يرين على قلبه غشاء الأهواء والسيّئات ، ويتكثّف فيه ركام الشهوات والشبهات ، وتستغرق حياته فيها ؛ فيتوجّه قلبه إلى الأهداف الصغيرة ، ويتعلّق بها ، فقد تكون أهدافه جمع الأموال ، أو التطلّع إلى كثرة النساء ، أو الحرص على الجاه بين الناس ، أو المنصب ، أو الرئاسة ..
ومثل هذا الإنسان رجلاً كان أو امرأة أنّى له أن يغرس في نفس أولاده قيم الإسلام وآدابه ، أو يحملهم على سلوك سبيله ، أو الالتزام بهديه .؟! إذ إنّ فاقد الشيء لا يعطيه ، وكلّ إناء لا ينضح إلاّ بما فيه ..

4 ـ تدرّج في تربية الأبناء ورعايتهم وتكليفهم ، واحذر من الإهمال أو التسويف .
التدرّج في التربية : واعلم أخي وليّ الأمر أنّ التربية عمليّة تنشئة مستمرّة ، وأهمّ مقوّمات نجاحها وإثمارها : أن تكون متدرّجة متمهّلة ، لا تنطلق من ردود الأفعال ، ولا تأخذها فورة حماسة آنيّة ، ثمّ يعقبها همود وتراخي ، أو تترجّح وتتذبذب بين الاهتمام البعيد عن الواقع أو الإهمال والتسويف ..
وإنما التدرّج في التربية كما أنّه أصل راسخ في التشريع الربّانيّ ، فهو أصل راسخ في التربية والبناء والالتزام ..
وإن من معاني الربّ سبحانه : أنّه يربّي عباده بما يصلحهم ، من السرّاء والضرّاء ، والشدّة والرخاء ، والمنع والعطاء ، والابتلاء بالخير والشرّ ، ويتدرّج بهم في ذلك كما تدرّج بعباده رحمة بهم في مجال التشريع ، ولم يكلّفهم ما لا طاقة لهم به ..
وإن من مقتضى هذه الحقيقة في تربية الناشئين ألاّ يحمّل الناشئ المسئوليّة الكبيرة قبل أن ينجح في تحمّل المسئوليّة الأدنى ، ويتدرّج في ذلك بصورة طبيعيّة معقولة ، وألاّ يمنح العطاء الكبير قبل أن يختبر عقله وحكمته ، وسيرته وعمله مع العطاء اليسير ، ويظهر حسن تصرّفه فيه ، وأن يتدرّج معه المربّي في كلّ شأن من شئونه تدرّجاً طبيعيّاً ، يتلاءم مع نموّه الجسميّ والعقليّ والنفسيّ ، لا يزيد عن ذلك فيفسد نموّه واتّجاهه ، ولا ينقص عنه فيكبت طاقاته ، ويقتل طموحه وإبداعه .!
ويمكن أن يستدلّ لذلك بقول الله تعالى : { ولا تُؤتُوا السُّفهاءَ أموالَكم التي جَعلَ الله لكُم قِياماً ، وارزُقُوهُم فيها واكسُوهُم ، وقُولُوا لهم قَولاً مَعرُوفاً ، وابتلُوا اليتامى ، حتّى إذا بلغُوا النكاحَ فإن آنستُم مِنهُم رُشداً فادفَعُوا إليهِم أموالهَم .. } النساء .
ـ فالسفيه هو الذي لا يحسن التصرّف بأمواله ، لا يعطى له ماله الخاصّ ، بل يحجز عنه حتّى يثبت رشده ، وقد وصف الله أمواله : بأنّها أموال الأمّة ، وإنّ من مسئوليّة الأمّة أن ترعى أبناءها وتحسن توجيههم بما يعود عليهم بالخير والرشد .
كما أمر الله الأوصياء باختبار اليتامى الذين يكونون تحت رعايتهم أن يختبروا رشدهم في التصرّف بأموالهم ، وذلك لا يكون إلاّ بالتدرّج في التصرّف بها ، فإن ظهر رشدهم تدفع إليهم أموالهم عندئذ ، وإلاّ فإنها يجب أن تبقى تحت وصاية الأمّة ممثّلة بمن ينصبه القاضي للقيام بهذه المهمّة .
ويشبه ما نحن بصدده ما قاله الحكماء قديماً : " طعام الكبار سمّ للصغار " ، فكما أنّ اللحم طعام للكبار شهيّ ، ولكنّه قد يكون سمّاً قاتلاً للطفل الرضيع ، الذي لا تتحمّل معدته أكثر من حليب أمّه .!
وأمّا الإهمال والتسويف في أمر التربية : فهو الداء الوبيل ، والشرّ المستطير ، الذي ضيّع الحقوق ، وأفسد الحياة ، وقد ابتلي به المسلمون على اختلاف فئاتهم : على مستوى الأفراد في أنفسهم ، وعلى مستوى علاقات الأفراد مع الآخرين والمسئوليّات المنوطة بهم .

5 ـ احرص على تربية أولادك منذ الطفولة الأولى :
التربية منذ الطفولة الأولى : هي الأصل الذي يجب على المؤمن أن يوليه كلّ اهتمامه ، وإنّ التأمّل في هدي النبيّ e وسيرته ليعلّمنا أنّ التربية العمليّة للناشئ تبدأ منذ الطفولة الأولى ، والأمثلة والنماذج ، والأحداث والمواقف في سيرة النبيّ e كثيرة مستفيضة ، في كلّ باب من أبواب الخير ، وفي كلّ جانب من جوانب الحياة ..
ويخطئ كثير من الآباء والأمّهات عندما يظنّون أنّ التربية تبدأ عند سنّ الرشد ، أو قريباً منه ، أو في مرحلة الطفولة المتأخّرة ، بل إنّ مرحلة التربية تبدأ منذ الطفولة الأولى .. والعلماء الربّانيّون المدقّقون يعلّموننا أنّ التربية تبدأ قبل ذلك بكثير :
ـ تبدأ من حسن الاختيار بين الزوجين ..
ـ ثمّ من عقد النيّة الصالحة على طلب الولد الصالح ، عند إتيان الرجل أهله ، وسؤال الله تعالى ذلك ، وصدق اللجوء إليه ، والإلحاح في الطلب ، وتحديث المرأة نفسها بذلك في حملها ..
ـ ثمّ الحرص على طاعة الله تعالى وذكره ، والتحرّي في طلب الحلال ، والبعد عن لقمة الحرام والشبهات ..

6 ـ كن قدوة حسنة لأولادك في قولك وفعلك وسلوكك وأخلاقك 

ينبغي أن نعلم أنّ حبّ الكمال مغروس في كلّ نفس ، وعلينا أن ننمّيه في نفوس أبنائنا بتوجيهنا الدائب ، وسلوكنا العمليّ ، وذلك بأن نكون قدوة لهم ، وعلينا أن نرفع هممهم وعزائمهم للجدّ والنشاط ، ونحبّبهم به ، ليرتقوا درجاته يوماً بعد يوم ، ويسيروا في مدارجه ولا يتوقّفوا ، ما دام فيهم عرق ينبض ، ونفس يصعَد ويهبِط .. كما أنّ علينا أن نحبّب إليهم معالي الأمور ، ونُكرّههم بسفسافها ، ليكونوا من أهل الجدّ والاجتهاد ، والعزم والثبات ، فعلوّ الهمّة من الإيمان ، ولن يشبع مؤمن من خير حتّى يكون منتهاه الجنّة ..
وإنّ أحوج ما يحتاجه الناشئ : أن يرى القدوة الحسنة فيمن حوله ، في والديه على وجه الخصوص ، وإخوته وأخواته ممّن هم أكبر منه سنّاً ، ففي فطرة الإنسان نزعة التقليد والمحاكاة للآخرين ، وهذه النزعة لا تميّز في مرحلة الطفولة بخاصّة بين التقليد في الخير ، أو التقليد في الشرّ ، بل إنّنا نجد أن الكبار لا يميّزون أيضاً عندما يقعون تحت تأثير الانبهار والإعجاب بالآخرين ، فيصبح التقليد أعمى ، والاتّباع بغير وعيٍ ولا تمييز .. فمن ثمّ فإن خير ما يقدّم للناشئ القدوة الحسنة ، في الأقوال والأفعال ، والأخلاق والسلوك ..
وهذه القدوة الحسنة هي خير ما يدعم المبدأ والفكرة التي نريد بثّها في نفس الناشئ ، وتربيته عليها ..
ـ فإذا أردنا أن نغرس الصدق ، فإنّ علينا أن نكون أوّلاً صادقين ..
ـ وإذا أردنا أن نغرس الأمانة في نفوس أبنائنا ، فعلينا أن نكون أمناء في أنفسنا وسلوكنا ..
ـ وإذا أردنا أن نغرس في نفوس أبنائنا حسن الخلق ، فعلينا أن نري أبناءنا في كلامنا ومواقفنا ، وغضبنا ورضانا : حسن الخلق ، وضبط اللسان ، وعفّة القول ، والبعد عن البذاءة أو الفحش ..
إنّ كثيراً من الأبناء يرون التناقض البيّن بين سلوك آبائهم وأمّهاتهم وبين ما يأمرونهم به ، ويحثّونهم عليه ..
ويخطئ كثير من الآباء والأمّهات عندما يظنّون أنّ أبناءهم  لا ينتبهون لسلوكهم ، ولا يلاحظون تصرّفاتهم ، ولا يحاكمون أفعالهم ولا يقوّمونها ..  
إن الأبناء يَزِنُون آباءهم وأمّهاتهم ومربّيهم بميزان فطريّ دقيق ، ويقيمون لهم في أنفسهم التقدير والاحترام على حسب رجحانهم في ذلك الميزان ، أو خسرانهم ..
أيّها الآباء والأمّهات .! لنكن صرحاء مع أنفسنا ، إنّنا قبل أن نربّي نحتاج أن نتربّى ، وقبل أن نتطلّب المثاليّة من أولادنا ، ونكلّفهم ما نريد من كمال ، ينبغي أن نكون قدوة حسنة لهم ، ونموذجاً صالحاً .. نبدأ بأنفسنا ، ونقوّم اعوجاجنا ، ثمّ نأمر بما التزمنا به ، فلن نرى بعد ذلك من يتلكّأ عن طاعتنا ، أو يعاند في الاستجابة لنا ..
7 ـ اقترب من أولادك ، وادخل إلى تفكيرهم ، وتفهّم جيّداً اهتماماتهم :
إن كثيراً من الآباء والأمّهات بعيدون عن عالم الأطفال غاية البعد ، لقد ودّعوا حياة الطفولة ، وعلى الرغم من أنّهم يحتفظون منها بذكريات جميلةً ، يذكرونها في كلّ مناسبة ، ويعذرون أنفسهم فيما كانوا عليه من اهتمامات وتوجّهات ، ولكنّهم يتنكّرون لطفولة أبنائهم ، ولا يحاولون أن يتفهّموا اهتماماتهم ، بل يستقرّ في قرارة شعورهم موقف ردّة الفعل من كلّ اهتمامات أبنائهم وتوجّهاتهم ..
ومن هذه النقطة تبدأ الفجوة بين كثير من الآباء والأمّهات وبين أولادهم ، وهذه الفجوة لها مظاهر كثيرة ، فهي في البدء تحول نفسيّاً بين الوالدين وبين توجيه أبنائهم ، ثمّ تصدّ الولد عن أن يستجيب لتوجيه والديه ، أو يتجاوب مع نصحهم وتقويمهم ، ثمّ تحمل تلك الفجوة بعض الأبناء ، ولو كانوا في سنّ مبكّر على التمرّد على والديهم ، فلا يستجيبون لهم فيما يطلبون منهم .. كما يشعر الآباء أن أولادهم لا ينظرون إليهم نظرة التقدير والاحترام اللائقة بهم على حسب مكانتهم الفطريّة والاجتماعيّة ، وفهمهم للحياة ، وخبرتهم بها ..
وأخيراً ينحصر أثر الآباء في حياة أولادهم بتقديم متطلّباتهم المادّيّة دون القيام بأيّ دور تربويّ أو تأثير فكريّ أو سلوكيّ ، وربما قدّم الآباء لأولادهم في هذه الحالة مادّيّاً ما لا يرون في تقديمه جدوى أو أيّة فائدة ..
لقد انحصر أثرهم في ذلك ، ولم يعد لهم أيّ أثر آخر ..!
وسبب ذلك كلّه أنّ الآباء والأمّهات لم يقتربوا من أولادهم ، ولم يتفهّموا اهتماماتهم جيّداً ، كما لم يتنزّلوا إلى متطلّبات السنّ التي هم فيها ، فكانت ردّة فعل الأولاد من  ضارّة بهم بالذات ، كما كانت ضارّة بوالديهم .. وكانت النتائج ضارّة على كلّ مستوى ..!
وقد ورد في الأثر عن بعض السلف : " مَن كان له صبيّ فليتصابَ له " ، ومعنى ذلك أن يتنزّل إلى مستواه ، فيداعبه ويلاعبه ، ويتفهّم اهتماماته ومتطلّبات السنّ التي هو فيها ، ليستطيع رعايته وسياسته ، والدخول إلى قلبه ، والتأثير فيه على أحسن وجه .

8 ـ كن واقعيّاً ومنطقيّاً في أوامرك وتكليفاتك .
إنّ على الوالدين أن يحدّدا بدقّة : ماذا يريدان من أولادهم .؟ ثمّ أن يعرفا مدى استعداد الولد في كلّ مرحلة من مراحل نشأته وتكوينه ، ومدى قدرته الحقيقيّة على الاستجابة لما يطلب منه .؟ فليس النجاح التربويّ هو القدرة الفائقة على إلقاء سيل من الأوامر والتكليفات ، التي قد تكون في كثير من الأحيان لا تتلاءم مع قدرة الناشئ ، ولا تتناسب مع نموّه واستعداده ..
ولنتذكّر أنفسنا دائماً أيّها الآباء والأمّهات والمربّون عندما كنّا صغاراً في مثل سنّ أطفالنا ، وكيف كنا نضيق ذرعاً عندما كنّا نكلّف فوق طاقتنا ، وكيف نلوم في أنفسنا الكبار على عدم تقديرهم لاستعدادنا ، ونجد لأنفسنا الأعذار عندما لا نستجيب لما يطلب منّا ..! ويحضرني دائماً في مثل هذه المناسبة ، عندما أرى تكليف بعض الناشئين ما ليس في وسعهم الاستشهادُ بقول الله تعالى : { كذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ ، فَمَنَّ اللهُ عَليكُم فتَبيّنُوا .. } [ النساء : 94 ] .
إنّ علينا أن نعلم أنّ كلّ مرحلة يمرّ بها الناشئ لها متطلّباتها واحتياجاتها ، كما أنّ للناشئ فيها قدرته التي لا يستطيع أن يتجاوزها ، وليس من الحكمة ولا من المنطق أن نكلّفه ما لا يطيق ، وقد أرشدنا النبيّ e في أمر الخدم ، وهم قد يكونون رجالاً أقوياء أشدّاء ألاّ نكلّفهم ما لا يقدرون عليه جسميّاً ، فقال e : ( .. ولا تكلّفُوهم ما يغلبُهم ، وإن كلّفتُموهُم فأعينُوهُم عليه .. ) ([3]) .
وإذا كان أكثر الآباء والأمّهات لا يكلّفون أولادهم جسميّاً ما لا يقدرون عليه ، لأنّ الإرهاق الجسميّ يظهر للعيان ، وقد يؤدّي إلى ضرر جسميّ مادّيّ ، هم أرحم بأولادهم من أن يقعوا فيه ، فإنّ كثيراً من الآباء والأمّهات يكلّفون أولادهم ما لا يقدرون عليه ، ولا يتلاءم معهم نفسيّاً ، ثمّ يلومونهم إذا لم يستجيبوا لهم، ويتّهمونهم بالتمرّد عليهم ، والخروج عن طاعتهم ..

9 ـ املأ فراغ أولادك بما ينفع وقدّم لهم البديل النافع الهادف .
الحديث عن فراغ الناشئين ، وكيف يملأ يحتاج إلى رسالة مستقلّة ، وقد كتب في موضوعه بعض المهتمّين بأمر التربية ، ولا يزال الحديث عنه موصولاً ، ويحتاج إلى المزيد ..
وعندما يذكر الفراغ ، وكيف يملأ .؟ تقفز إلى الأذهان صورة التلفاز والفيديو ، وألعاب الأتاري ، وغير ذلك من وسائل التقنية الحديثة التي غزت البيوت ، وتسلّلت إلى العقول ، واقتحمت غرف النوم ، وأصبح يشكو من ويلاتها الكثيرون ، ولكنّ أكثر الشاكين يقفون متفرّجين عاجزين ..!
ولا يسعنا في هذه الرسالة الموجزة أن نحيط بهذا الأمر من جوانبه ، وإنّما نوضّح معالمه ، ونضع الأسس الرئيسة لما ينبغي أن يكون عليه الآباء والأمّهات في علاقتهم بأولادهم في هذا الجانب ، وطريقة تربيتهم لهم لاستغلال أوقاتهم ، وأسلوب معالجتهم لمشكلات فراغهم ..
ولاشكّ أنّ الفراغ مفسدة للإنسان كبيراً كان أو صغيراً وأيّ مفسدة ، وهو على الناشئ أضرّ وأخطر ، لما أنّ الفراغ يعوّده على حبّ اللهو والبطالة ، وإنفاق العمر فيما يضرّ ولا ينفع ، ومن هنا فإنّ مما يتأكّد على الوالدين أن يفكّرا دائماً في فراغ أولادهم : كيف يملأ .؟ وأن يملكا في ذلك المبادرة الإيجابيّة ، ولا ينتظرا ما يقوم به ولدهم ، ثمّ تكون مبادرتهم بعد ذلك إلى المنع والإنكار ، وكان خيراً لهما وله قبل أن يتعلّق قلبه بما يضرّ ولا ينفع : أن يقدّما له البديل المناسب ، ويرغّباه به ، وينبغي أن يكون في ذلك البديل ما يناسب سنّ الناشئ واهتمامه ، وأن يجذبه ويستهوي نفسه ..
وينبغي أن يراعي الوالدان في البديل الذي يملأ فراغ الناشئ ما يلي :
ـ أن تعرف ميول الناشئ ، ويحرص المربّي على توجيهها وتعديلها بطريقة إقناعيّة ، تجعله يتبنّى المواقف الصحية ويتحمّس لها .
ـ أن يُعرّف الناشئ والناشئة بالهوايات الفكريّة والعمليّة النافعة ، ويوجّه إلى الأخذ بما يرغب منها ، ويشجّع على ذلك ، فإن الاكتشاف المبكّر للهوايات الفكريّة أو العمليّة النافعة ، والتوجّه إليها هو سبيل الإبداع في حياة المبدعين ، وقد أثبتت الدراسات التربويّة المعاصرة : ألاّ علاقة بين الإبداع وعلو درجة الذكاء في المبدعين ، وإنما الدرجة العالية من الذكاء أمر ثانويّ مكمّل ، والعلاقة الأكبر لتوجّهات النفس وميولها ، وما تحمله من استعداد لذلك .
ـ ألاّ يكون البديل جدّاً صارماً ، يجري على وتيرة واحدة ، فينفر منه الناشئ ، ويعاند والديه في اختياره وإنّما يلوّن له في أنواع ذلك ونماذجه .
ـ ينبغي أن يجمع البديل بين الترفيه المشروع ، وبين الهدف التعليميّ أو التربويّ الهادف ، ولا يجوز أن يقتصر على اللعب الذي ينهى الشرع عنه ، أو اللعب غير الهادف .
ـ أن تعرف رغبة الناشئ ، وتلبّى ما أمكن ، وتوجّه برفق إلى الأفضل والأكمل ، وتبيّن له وجوه المنافع والمضار ، فيما يهوى من الألعاب ، وأسباب تحريم ما حرّم منها أو نهي عنه ..
ـ وينبغي أن يعوّد الناشئ على الاعتدال في اللعب ، وأن يعطي لكلّ وقت حقّه ، فلا يشغله الترفيه أو اللعب عن أيّ واجب مطلوب منه ، وألاّ يدفعه اللعب إلى تأخير الصلاة عن أوّل وقتها .

10 ـ كن صديقاً لأولادك ، واختر لهم الأصدقاء الذين تطمئن إلى دينهم أخلاقهم وسلوكهم .
وهذه النصيحة مما يتّصل بمشكلة الفراغ على نحو كبير ، إذ إنّ الفراغ الأخطر في حياة الإنسان هو : فراغ النفس ، وهذا الفراغ لا تملؤه إلاّ صحبة الأقران في مثل سنّه ، والعلاقات الاجتماعيّة التي تلائم الناشئ وتملأ نفسه ، وهي جزء من فطرته لا يستطيع أن ينفكّ عنها ، أو يتجاهلها ويمضي في حياته ..
وعندما تُختار الصحبة الصالحة للناشئ بعناية ، فإنّها قد تؤدّي دوراً تربويّاً يعجز الوالدان عن أدائه ، وهذا  ظاهر ملموس ، لما أنّ تأثير الأقران في بعضهم تأثير نفسيّ غير مباشر ، إنّه يكون بالمخالطة والمعايشة ، والملاطفة والمؤانسة ، والتقارب النفسيّ الذي يجعل الإنسان يتأثّر بجليسه ومخالطه بغير قصد منه أو شعور ، فيتمكّن الصاحب من الدخول إلى قلب صاحبه ، والتأثير في ميوله واتّجاهاته ، بغير أمر ولا نهي ، ولا عناء ولا كلفة ، ومن هنا جاء في المثل : " الصاحب ساحب " ، وجاء في المثل أيضاً : " قل لي من تصاحب ، أقل لك من أنت " ، وجاء المثل النبويّ الرائع الذي ضربه النبيّ e للجليس الصالح ، وجليس السوء ، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعريّ t قال : قال النبيّ e : ( إنما مثلُ الجليسِ الصالحِ وجليسِ السوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمّا أن يحذيَكَ ، أو تبتاعَ منه ، أو تجدَ منه ريحاً طيّبةً ، ونافخُ الكيرِ : إمّا أن يحرِقَ ثيابَك ، وإمّا أن تجدَ منه ريحاً منتنةً ) ([4]) .
وقد نوّه الله تعالى بأثر الصحبة الصالحة في سعادة الإنسان في الآخرة ، فقال سبحانه : { الأَخِلاّءُ بعضُهم يومئِذٍ لِبعضٍ عدُوٌّ إلاّ المتّقينَ (67) يا عِبادِ لا خَوفٌ عليكُمُ اليومَ ، ولا أنتُم تحزَنُون (68) } الزخرف .
كما بيّن سبحانه عاقبة صحبة الظالمين ، والانسياق وراء مجالستهم وموادّتهم ، والاستجابة إلى سلوكهم ، وكيف أنّها تجرّ على الإنسان الشقاء في الآخرة وسوء المصير ، فقال تعالى : { ويومَ يَعَضُّ الظالمُ على يديهِ ، يَقولُ : يا ليتني اتّخذتُ معَ الرسُولِ سبيلاً (27) يا وَيلتا ، لَيتني لم أتّخِذْ فُلاناً خَليلاً (28) لقد أضَلّني عَنِ الذِّكرِ بعدَ إذ جاءَني وكانَ الشَّيطانُ للإنسانِ خَذُولاً (29) } الفرقان .
فليحرص الآباء والأمّهات على أن يغرسوا في نفوس أولادهم منذ الصغر والطفولة ألاّ يصاحبوا إلاّ أرفع الأولاد خلقاً ، وأحسنهم تربية وسلوكاً ، وأن يأنفوا من صحبة الأشرار والفاسدين ، أو مجالستهم ، فإن ذلك حصانة لهم في مستقبل أيّامهم .
وعندما يشبّ الأبناء ويصلون مرحلة النضج والوعي فعلى الآباء والأمّهات أن يكونوا أصدقاء لأولادهم ، فيعاملوهم بتقدير واحترام ، وأن يستمعوا لآرائهم ، ويشجّعوهم على إبداء وجهات نظرهم ، ويناقشوهم فيها بموضوعيّة وتجرّد ، ولا ينبغي أن يعاملوهم ، وهم شباب متفتّحون على الحياة ، متوقّدو الطموح والرغبات وكأنّهم أطفال صغار لا رأي لهم ، ولا وزن لأفكارهم .. إنّها المشكلة التي تقطع الروابط بين الآباء والأبناء ، وتهدم صلات التقدير والاحترام .
وعندما يختار الأولاد أصدقاءهم ينبغي على الوالدين أن يكون لهم رأي في ذلك ، فليتعرّفوا عليهم ، وليعرفوا مستوى تربيتهم ، ومدى التزامهم واستقامة سلوكهم ، ليطمئنّوا على سلوك أبنائهم وسلامة اتّجاههم ..
وممّا يتّصل بهذه الوصيّة ، وهو على درجة كبيرة من الأهمّيّة أنّ على الوالدين أن يحرصا على صحبة أولادهم معهم إلى مجالس أهل العلم والخير والفضل ، وزيارتهم في بيوتهم بين الحين والآخر ، وأن يعلّموهم الأدب معهم ، والتواضع لهم ، والحرص على خدمتهم ، والتماس دعواتهم الصالحة ، فلذلك بركة عظيمة على الناشئ تظهر آثارها في خلقه وسلوكه ومستقبل أيّامه ..
فهذا موسى عليه السلام رسول من أولي العزم يحرص على صحبة الخضر عليه السلام ليتعلّم منه ، وينتفع بصحبته كما أخبرنا الله تعالى في كتابه ..
11 ـ أكثر من الدعاء لأولادك بالخير والهداية ، فإنّ الدعاء يذلّل الصعاب .
لقد تركّز الحديث في الفقرات السابقة على  الأسباب الظاهرة ، التي ينبغي على الوالدين أن يأخذوا بها في تربية أولادهم ، ولكن لا يخفى على كلّ مؤمن أنّ هذه الأسباب لا تكفي وحدها ، ولا ينبغي أن نحصر أنفسنا بها لتحقيق ما نصبو إليه من آمال وأهداف ، فلابدّ لنا أن نعلم : أنّ الهداية بيد الله تعالى أوّلاً وآخراً ، وأنّها منحة إلهيّة لا تدرك حكمتها ، ولا تدخل تحت شيء من جهد العبد وحيلته ، وبخاصّة بعدما علمنا خبر حرص النبيّ e على هداية عمّه أبي طالب ، وبذله كلّ ما يستطيع في دعوته والتلطّف معه ، ثمّ لم يشأ الله له الهداية ، ومات على الكفر ، ونزل فيه قول الله تعالى : { إنّكَ لا تَهدي مَن أحببتَ ، ولكنّ الله يَهدِي مَن يَشاءُ ، وهُو أعلمُ بالمهتدينَ (56) } القصص .
وإنّ من البداهة بمكان أن نعلم أنّ ذلك لا ينبغي أن يصدّنا عن بذل الأسباب والوسائل ، واتّخاذ ما نستطيع من الأساليب فإن لم يكتب الله الهداية لإنسان فقد قامت عليه الحجّة بذلك ، إذ إنّ أمر الهداية غيبيّ ، لا يستطيع أن يتكهّن به أحد ، وأدب العبد أن يفعل ما كلّف به ، ولاّ يتجاوز حدود عبوديّته ..
ولعلّ من حكمة ذلك أن تتعلّق القلوب بالله تعالى رغباً ورهباً ، وأن يتوكّل العبد على ربّه ، ويبرأ من حوله وقوّته ، ولا ينسب إلى نفسه تأثيراً ولا تدبيراً ..
وقد أثنى الله على عباد الرحمن إذ يقولون : { ربّنا هبْ لنا مِن أزواجِنا وذُرّيّاتِنا قُرّةَ أعينٍ ، واجعَلنا للمُتّقينَ إماماً (74) } الفرقان .
والدعاء بصدق وإخلاص ، وتجرّد لله تعالى وتذلّل : سلاح قاطع ، ودواء مجرّب ، نتعلّمه من هدي النبيّ e وسنّته ، وسيرته العطرة ومواقفه ، ألم يقل له بعض الصحابة بعد حصار ثقيف في الطائف : " ادع الله يا رسول الله على ثقيف " ، فقال النبيّ e : ( اللهمّ اهدِ ثقيفاً ، وائتِ بهم مسلمين ) فلم يكد النبيّ e يصل إلى المدينة المنوّرة حتّى جاءه وفد ثقيف ليبايع على الإسلام .
وقال له أبو هريرة t : " ادع الله يا رسول الله أن يهدي أمّي إلى الإسلام " ، فدعا لها النبيّ e : ( اللهمّ اهدِ أمّ أبي هريرة إلى الإسلام ) ، فلم يكد يصل أبو هريرة t إلى بيته حتّى سمع صوت الماء من خارج البيت ، لقد كانت أمّه تغتسل لتعلن دخولها في الإسلام ..
وكم رأينا في حياتنا الخاصّة والعامّة ، وسمعنا من أخبار ذلك ما يزيد المؤمن إيماناً ويقيناً بالله تعالى ، وتسليماً لله تعالى وتوكّلاً عليه ، وأكتفي في هذه المناسبة بذكر قصّتين فيهما العبرة والموعظة :
ـ ذكر بعض العلماء أنّه كان له ولد حرِص كلّ الحرص على أن يسلك سبيل العلم والدعوة إلى الله تعالى ، ولكنّه لم يستجب لدعوة والده ، والتفت إلى رفاق بطّالين صاحبهم ، وضيّع أوقاته معهم ، مما ترك في نفس أبيه ألماً وغصّة ، ولكنّه لم يستيئس منه ، فكان كلّما رآه أظهر له تألّمه وشديد حزنه ، ولم يصادف ذلك منه أذناً صاغية ، ولا قلباً مستجيباً ، فلجأ إلى الدعاء ، واجتهد في التوسّل والضراعة إلى الله تعالى ، فلم يلبث مدّة حتّى جاءه ولده ، وقد تزيّى بزيّ طلبة العلم ، فقبّل يد والده ، وقال له : ها قد جئتك كما تريد .. ثمّ لزم والده ، وكان من خيار طلبته علماً وعملاً ، واجتهاداً في الدعوة إلى الله تعالى ..
ـ وحدّثني والد فاضل أنّه اجتهد هو وزوجته في تربية ولدهما ، وحثّه على حفظ القرآن الكريم ، فكان يغلب عليه التهرّب واللعب ، وعدم الاهتمام بحفظ القرآن أو مراجعته ، وكانت الأمّ تتابعه بكلّ حرص واجتهاد ، حتّى ضاقت به ذرعاً ، فعزمت على تركه وإهماله ، لأنّها وجدته معرضاً غير مبال بكلّ ما يتّبع معه من أساليب ، فنصحها زوجها أن تجتهد في الدعاء له ، عسى أن يشرح الله صدره لحفظ القرآن والاهتمام به ، وتعاهدا على ذلك، فلم تمض فترة أشهر حتّى توجّه الولد إلى حفظ القرآن الكريم بكلّ رغبته واجتهاده ، ثمّ لم تمض سنة ونصف السنة، حتّى كان قد أتمّ حفظ القرآن الكريم على خير وجه ..


وبعد ؛ فهذه أهمّ النصائح والوصايا التي فتح الله بها على عبده لتكون عوناً للوالدين على تربية أولادهم ورعايتهم ، ويبقى على رأس ذلك كلّه عون الله تعالى وتوفيقه ، وهدايته ورعايته ، وذلك حليف من توكّل عليه سبحانه ولجأ إليه ، وأكثر من الضراعة والتذلّل بين يديه ، وما أصدق ما قال الشاعر :
إذا لم يكن عون من الله للفتى              
               فأول ما يقضي عليه اجتهاده
اللهمّ إنّا نسألك بأسمائك الحسنى ، وصفاتك العليا أن تهدي أبناءنا وبناتنا ، وأبناء المسلمين أجمعين وبناتهم ، إلى دينك الحقّ وصراطك المستقيم ، وأن تجعلهم قرّة عين لنا ولهم ، وأن تشرح صدورهم ، وتيسّر أمورهم ، وترزقهم الإيمان والحكمة ، والصحبة الطيّبة الصالحة ، وتحفظهم من رفاق السوء ودعاة الشرّ ، وأبواب الفتن ومزالقها ، وأن تجعلهم قوّة للإسلام وأهله في كلّ مكان ، وعزّة للأمّة في كلّ ميدان : { ربّنا هَبْ لنا مِن أزواجِنا وذُرّيّاتِنا قُرّةَ أعينٍ واجعَلنا للمُتّقينَ إماماً (74) } [الفرقان ] .

ماذا يريد الأبناء من آبائهم .؟

قد يفصح كثير من الكبار عمّا في أنفسهم من نقد أو نصح ، أو ملاحظات نحو الآخرين ، ولكنّ الصغير نادراً ما يتجرّأ على تقديم نصحه أو نقده لمن هو أكبر منه ، وبخاصّة إذا كان الكبير هو الوالد ، فالحاجز عن النصح يكون أحكم وأتمّ ..
ومن هنا وانطلاقاً من قول عمر بن الخطّاب t : " رحِمَ اللهُ امرءاً أهدَى إليّ عُيوبي " فقد أجرت المدرسة استبانة لطلاّبها ، بأسلوب مسابقة ، طلبت منهم فيها أن يفصحوا عمّا في أنفسهم من نصح وملاحظات ، وآمال وتطلّعات يرغبون بها في سلوك آبائهم معهم ، وقد كانت إجابات الطلاّب تحمل فوائد كثيرة للآباء ، وتعكس مشاعر الأبناء نحو آبائهم بموضوعيّة وصدق وعفويّة ، وتظنّ إدارة المدرسة أنّ كلّ أبّ أو مربّ يحرص على أن يعرف وجهة نظر الناشئ ، ورأيه فيه ..
ويخطئ من المربّين من يظنّ أنّ الأبناء في مرحلة الطفولة لا يدركون كثيراً من تصرّفات الآباء والمربّين ، أو لا يلتفتون إليها .! بل إنّهم ليقوّمون مواقف الآباء والأمّهات والمربّين ، وأقوالهم وأفعالهم ، فيزدادون ثقة وإعجاباً ومحبّة ، أو إنّهم تهتزّ ثقتهم بهم ، ولا يرونهم قدوة حسنة لهم .. ممّا يضعف استفادتهم منهم ، واستجابتهم لهم ..
وإنّنا تحقيقاً للتواصل بين المدرسة وأولياء الأمور ، ولتعميق الصلة بين أولياء الأمور وأبنائهم ، ورغبة من المدرسة في أن تمتدّ رسالتها لتكون أعمّ من أبنائها الطلاّب ، فإنّ المدرسة لتتقدّم للسادة أولياء الأمور بمجموع ما وصل إليها من نصح الأبناء وملاحظاتهم ، فمن وجد ملاحظة لم تشمله فليحمد الله تعالى ، ولينتفع بما يخصّه ، فإنّ تعديل المربّي في سلوكه جزء من مسئوليّته الشرعيّة والتربويّة ، والكمال لله وحده ، والعصمة لأنبيائه ورسله ، والله الموفّق لكلّ خير ..
ويمكن أن نصنّف طلبات الأبناء من آبائهم في النقاط التالية :
1 ـ أن يكون اهتمام الوالد أكثر بمتابعة أولاده في أداء الصلوات الخمس مع الجماعة ، وبخاصّة صلاة الفجر ، وأن يوقظ ولده لأدائها .
2 ـ أن يهتمّ الوالد بالصلاة أكثر ، ولا يضيّع شيئاً من الصلوات ، ويصحب ولده معه إلى صلاة الجمعة .
3 ـ ألاّ يكثر الوالد من الجلوس أمام التلفاز أو القنوات الفضائيّة ، ويهمل أولاده فلا يجلس معهم .
4 ـ أن يكون الوالد صديقاً لولده ، يصحبه لزيارة أصدقائه ، ويشاوره في أموره .
5 ـ أن يتحفّظ الوالد في زياراته لأصدقائه ، فلا يتكلّم أمام أولاده بأمور لا ينبغي أن تعرض على أسماعهم .
6 ـ أن يكون الوالد متفهّماً لسلوك ولده ، يسامحه عن بعض أخطائه ، ويترك له مجالاً للدفاع عن نفسه إذا أخطأ .
7 ـ ألاّ يكون الوالد عصبيّ المزاج مع ولده ، قاسياً في تربيته ، يكثر الصياح ، ويغضب لأتفه الأسباب .
8 ـ أن يكون الوالد مرحاً مع أولاده ، مترفّقاً بهم ، مداعباً لهم .
9 ـ أن يسمح الوالد لولده بالالتزام بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ، ويشجّعه على ذلك .
10 ـ أن يخصّص الوالد لأولاده وأسرته جلسة أسبوعيّة للتوجيه الدينيّ ، وذكر قصص الصحابة وأخبار السلف الصالح .
11 ـ أن يخصّص الوالد لأولاده وأسرته جلسة أسبوعيّة لتعليم القرآن الكريم وتجويده .
12 ـ أن يخصّص الوالد لأولاده وأسرته جلسة أسبوعيّة لمجالستهم ومباسطتهم .
13 ـ أن يتابع أولاده في الدراسة ، ويعينهم في دراستهم .
14 ـ أن يكون الوالد قدوة لأولاده في فعل الخير والعمل بكلّ ما يأمر به .
15 ـ أن يبتعد عن الدخان والشيشة ، وعن كلّ ما يضرّ بصحّته .
16 ـ ألاّ يغيب عن أولاده كثيراً ، وإذا غاب عنهم أن يعوّض لهم بجلساته معهم ، ومباسطته لهم .
17 ـ ألاّ ينشغل بدنياه كثيراً ، ويهمل أهله وأولاده .
18 ـ أن يخصّص الوالد لأولاده مكتبة في البيت ، فيها كلّ ما يناسبهم من القصص المفيدة ، والكتب الدينيّة والعلميّة والثقافيّة .
19 ـ أن يشارك الوالد أولاده في ألعابهم ، ويرشدهم إلى اختيار المفيد منها .
20 ـ ألاّ يخاصم زوجته أمام أولاده ، فإنّها أمّهم ، ويجرحهم ما يجرحها .
21 ـ أن يملأ الوالد فراغ أولاده بما ينفعهم ، ويرشدهم إلى ملء أوقاتهم بكلّ نافع ومفيد ، ويشجّع أولاده على تنمية مواهبهم وهواياتهم المفيدة .
22 ـ أن يقدّر الوالد متطلّبات كلّ مرحلة من عمر أولاده ، ويعطي كلّ سنّ حقّها .
23 ـ أن يشجّع الوالد أولاده أمام الآخرين ، ولا يحقّرهم أو ينتقصهم .
24 ـ أن يعلّم الوالد أولاده الشجاعة الأدبيّة ، بتعليمهم آداب الحديث ، وآداب المجالسة للآخرين ومحاورتهم ، وأن يعوّده على الدعوة إلى الخير ، والجرأة في قول الحقّ بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذل النصح ، وتقبّل نصح الآخرين وملاحظاتهم .
25 ـ أن يكافئ الوالد ولده إذا تفوّق في دراسته ، أو أحسن فيما يطلب منه من عمل .

وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد ، وعلى آله وصحبه وسلّم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .


                   




أ ـ أهمّ ما ينبغي أن يراعيه المربّي في تربيته :
1 ـ غرس رقابة الله تعالى في قلب الناشئ .
2 ـ إيثار التحبيب والتشويق مع عدم إغفال الترغيب والترهيب في موطنه .
3 ـ التربية على الرجولة والجلد والخشونة .
4 ـ التربية على القوّة والعزيمة والطموح إلى المعالي .
5 ـ التربية على الاستقامة والأمانة .
6 ـ التربية على الجدّيّة والحرص على الوقت .
7 ـ التربية على التنافس في الخير ، والحرص على فعل البرّ .
ب ـ أهمّ ما ينبغي أن يتحقّق به المربّي من صفات :
1 ـ الحكمة وسعة الأفق .
2 ـ الصبر والاستمرار وحسن المتابعة .
3 ـ الوعي بالواقع المحيط ومتغيّراته ، فما نشأنا عليه من أساليب قد لا يصلح كثير منها لزماننا .
4 ـ أن يكون أسوة حسنة للناشئ في كلّ ما يقول ويفعل ، ويأمر وينهى .
5 ـ مراعاة التدرّج في التربية ، وعدم الإثقال على الناشئ بما لا يتناسب مع سنّه .
6 ـ الحاجة إلى الإبداع والرقيّ بالمستوى التربويّ نفسيّاً واجتماعيّاً .

 *******


فهرس



النصائح الذهبيّة لتربية الأولاد ورعايتهم

1 ـ تفاهم مع زوجتك على منهج التربية وأسلوبها ، واحذر من الاختلاف والتناقض .
2 ـ تحقّق بالهمّ التربويّ ، فإنّ الهمّ التربويّ سبيل التطوير لنفسك ، والإبداع في تربيتك .
3 ـ وضّح أهدافك في الحياة في نفسك أوّلاً ، واحرص على تطابق سلوكك مع أهدافك .
4 ـ تدرّج في تربية الأبناء ورعايتهم وتكليفهم ، واحذر من الإهمال والتسويف .
5 ـ احرص على تربية أولادك منذ الطفولة الأولى .
6 ـ كن قدوة حسنة لأولادك في قولك وفعلك وسلوكك وأخلاقك .
7 ـ اقترب من أولادك ، وادخل إلى تفكيرهم ، وتفهّم جيّداً اهتماماتهم :
8 ـ كن واقعيّاً ومنطقيّاً في أوامرك وتكليفاتك .
9 ـ املأ فراغ أولادك بما ينفع ، وقدّم لهم البديل النافع الهادف .
10 ـ كن صديقاً لأولادك ، واختر لهم الأصدقاء الذين تطمئن إلى دينهم أخلاقهم وسلوكهم .
11 ـ أكثر من الدعاء لأولادك بالخير والهداية ، فإنّ الدعاء يذلّل الصعاب .





0 commentaires:

إرسال تعليق