74-الموسيقي البريطاني براين هوايت



ابراهيم: «مساجد بريطانيا أصبحت أحياء آسيوية ترتاب في المسلمين البيض والسود على حد سواء».

كان الموسيقي البريطاني براين هويت يعيش حياة عادية ليس فيها ما يثير فضول الصحافة والصحافيين الى ان تصدر اسمه صحيفة محلية في المنطقة التي يعيش فيها، حيث نشرت تلك الصحيفة خبرا عن براين بعنوان "براين يلجأ الى الله"، معلنة بذلك
اعتناقه للدين الإسلامي. فهكذا بدأت تغييرات كبيرة تحدث في حياة براين وتجعلها حياة غير عادية.

وفي هذه الحلقة نتابع الرحلة الايمانية التي قادت هويت الى اعتناق الإسلام، وتغيير اسمه من براين هويت الى ابراهيم هويت. ومن ثم هجر الموسيقى والخمر والليالي الماجنة الى العمل جاهدا على اتباع اوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.

وقرر براين هويت في عام 1981 ان يصبح مسلما باعتناقه للدين الإسلامي، ليدخل ضمن عشرات الآلاف من البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام خلال العقدين الاخيرين. وترك وراءه حياة الموسيقى الصاخبة. وكان هويت عازفا موسيقيا في فرقة موسيقية عسكرية. كما استقال من وظيفته في شركة للتأمين، وذلك للتفرغ للدعوة الى الله وتعلم المزيد من تعاليم الإسلام ومبادئه.

ولد هويت في ثورث شيلدز، ولكنه لا يعرف شيئا عن الجالية اليمنية في ساوث شيلدز، وهي من اقدم الجاليات المسلمة في بريطانيا. وان هذه الجالية اليمنية استقرت في بادئ هجرتها في شمال شرق بريطانيا قبل قرن من الزمان.

وقال هويت واصفا نفسه: انه من المحتمل ان اكون عنصريا متطرفا في عنصريتي قبل اعتناقي للدين الإسلامي، الدين الذي علمني معنى التسامح والتراحم بين الناس ونزع عني شرور التطرف والكراهية والقسوة.

وأضاف هويت: اعتقد انه من فرط عنصريتي وتطرفي انني لم اتحدث مع شخص غير ابيض لمدة 21 عاما من حياتي. فكنت شخصا معتدا بنفسه وبلون بشرته اكثر من اللازم، واعيش حياة نظيفة وراقية، واجتهد في عملي كسائر ابناء الشمال البريطاني. وكنت احسب ان العالم ينتهي عند مدينة ميدلسبره البريطانية، حيث تنشئتي وتربيتي هناك.

رحلة جنوب أفريقيا:
وأوضح هويت انه كعازف موسيقي متمرس مع فرقة موسيقية عسكرية، كان يشارك في الاداء الموسيقي مع فرق غنائية معروفة. ويتذكر انه كان يعزف مع فرقة ستينج الموسيقية في احدى الحفلات الغنائية في قاعة ألبرت هول بلندن، وذلك في عام 1975. وأقيمت هذه الحفلة الغنائية ضمن مسابقة لاختيار افضل الفرق الغنائية الموسيقية على المستوى الوطني.

وبعد المشاركة في تلك الحفلة الغنائية الموسيقية سافر هويت الى جوهانسبرج في جنوب افريقيا لزيارة عبدة، زوجته في ما بعد، وهناك بدأت معالم رحلته الايمانية، اذ انه ذهب الى احد المساجد في مدينة جوهانسبرج وشاهد مصلين من مختلف الاجناس والألوان يصلون مع بعضهم بعضا.
وقال هويت: عندما رأيت ذلك المشهد الرهيب قلت لنفسي: ما هي حقيقة الإسلام؟ هذا الدين الذي يستطيع ان يجمع الناس في جنوب افريقيا من كل الاماكن ومن مختلف الاجناس والألوان؟ وعندما عدت الى بريطانيا حرصت على البدء في القراءة عن الدين الإسلامي.

اعتناق الإسلام:
وقال هويت بعد تأثير مشهد ما شاهدته في احد مساجد جوهانسبرج، حيث اجتمع المصلون على اختلاف اجناسهم وألوانهم في مكان واحد يعبدون الله سبحانه وتعالى، قلت لنفسي لا بد ان هناك سرا عظيما في هذا الدين الذي استطاع ان يجمع هؤلاء على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتناسوا خلافاتهم وفروقاتهم، فقررت اشهار اسلامي بعد دراسة عميقة للدين الإسلامي. وشعرت بارتياح وسعادة بالغتين لان الله سبحانه وتعالى هداني الى هذا القرار الخاص باعتناقي للاسلام. وسارعت الى تعليق آلاتي الموسيقية وهجرت شرب الخمر والذهاب الى الحانات والليالي الصاخبة، ولكن حياتي الجديدة بعد اسلامي لم تكن سهلة. فقد كان والدي منزعجا ومتضايقا من هذا القرار.

الإسلام دين الله للجميع:
وقال هويت: ان والدي عندما عرف قرار اعتناقي للدين الإسلامي لم يرحب به، بل كان قلقا ومنزعجا منه، اذ انه كان يعتقد انني اصبحت باكستانيا وليس مسلما بريطانيا، فهو يظن ان من يعتنق الإسلام من البريطانيين يريد ان يصبح باكستانيا، ولم يكن يعلم ان الإسلام دين الله للجميع ففيه الباكستاني والبريطاني. وكلهم عند الله سواسية لا يُفضل بعضهم على بعض الا بالتقوى. وفي النهاية قررنا انا ووالدي ان نتفق على ألا نتفق حول مسألة اعتناقي الإسلام.

واضاف هويت: لا استطيع ان اقول انه كان لدي اصدقاء من الباكستانيين قبل ان اصبح مسلما في عام 1981.

ومن نافلة القول ان نذكر ان هويت يعيش في شمال لندن. كما عمل لمدة عامين المساعد الشخصي للداعية الإسلامي يوسف اسلام، الذي كان قبل اسلامه، يعرف بكات ستيفنس، وكان مغنيا شعبيا معروفا، ولكن هويت يعمل حاليا في مجلس التعليم الإسلامي في بريطانيا. كما انه حج الى بيت الله الحرام اكثر من مرة، ولكن تغيير ثقافته من الثقافة الغربية الى الثقافة الإسلامية لم يكن بالامر السهل.

المسلمون الجدد -إعداد: إمام محمد إمام

0 commentaires:

إرسال تعليق