س10: نأمل تلخيص معتقد شيوخ الشيعة حول وجود التحريف والنقص والزيادة في القرآن؟


ج: قال شيخهم المفيد: (أقول: إنّ الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد ص، باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الطاعنين فيه من الحذف والنقصان)، وقال أيضاً: (واتفقوا -أي الإمامية- على أنّ أئمة الضلال- أي كبار
الصحابة - خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنْزيل وسنة النبي ص، وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والمرجئة، وأصحاب الحديث، على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه)([1]).
وقال العاملي: (وعندي في وضوح صحة هذا القول -أي التحريف- بعد تتبُّع الأخبار، وتفحُّص الآثار، بحيث عليه الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيُّع وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة)([2]).
وقال علاّمتهم المجلسي: (ولكنّ أصحابه صلى الله عليه وسلم عملوا عمل قوم موسى، فاتبعوا عجل هذه الأمة وسامريها، أعني: أبا بكر وعمر فغضب المنافقون خلافته، خلافة رسول الله ص من خليفته، وتجاوزا إلى خليفة الله، أي الكتاب الذي أنزله فحّرفوه وغيروه، وعملوا به ما أرادوا)([3]).
وقال مفسِّرُ الشيعة هاشم البحراني: (وقد وردت في زيارات عديدة، كزيارة الغدير وغيرها، وفي الدعوات الكثيرة، كدعاء صنمي قريش وغيره، عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره، بعد النبي ص).
وذكر إحدى وعشرين رواية في إثبات معتقده في التحريف([4]).
وقال الطبرسي عن الأخبار في الطعن في القرآن: (وهي كثيرة جداً، حتّى قال السيد نعمة الله الجزائري في بعض مؤلفاته كما حُكي عنه: إنّ الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث)([5]).
وقال شيخهم الجزائري: (إنّ القول بصيانة القرآن وحفظه، يُفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن.. مع أنّ أصحابنا رضوان الله عليهم، قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها)([6]).
وقال زعيم حوزتهم العلمية: أبو القاسم الموسوي الخوئي: (إنّ النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات، واقعٌ في القرآن قطعاً)([7]).


([1]) أوائل المقالات في المذاهب المختارات، (ص:80،54،46،13) لشيخهم المفيد.
([2]) مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار، (ص:36)، لأبي الحسن العاملي.
([3]) حياة القلوب للمجلسي (2/541).
([4]) تفسير البرهان، المقدمة، (ص:36-39).
([5]) فصل الخطاب، (ص:125)، لحسين النوري الطبرسي، المتوفى سنة (1320هـ).
([6]) الأنوار النعمانية للجزائري (2/357).
([7]) البيان في تفسير القرآن (1/136). 

0 commentaires:

إرسال تعليق