- 105 - معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم


معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم


- المعجزة هي الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي وسميت معجزة لعجر البشر عن الإتيان بمثلها . وهي تدل على صدق من ظهرت على يديه . وشرط تسميتها معجزة أن تظهر على يد مدعي الرسالة على طبق دعواه
إن أكثر معجزات رسول الله متواترة رواها جمع عن جمع وكانت تظهر في مواطن
إجتماعهم وفي محافل المسلمين ومجتمع العساكر والجند ولم ينقل عن أحد من الصحابة مخالفته ولا إنكار على من روى ذلك


معجزة القرآن


- من أعظم دلائل نبوته القرآن الكريم فقد تحدى العرب بما فيه من الإعجاز ودعاهم إلى معارضته والإتيان بسورة من مثله فعجزوا عن الإتيان بشيء منه مع أنه كان أميا وكانت قريش أهل البلاغة والفصاحة والشعر وكانوا يرتجلون الكلام البليغ في المحافل ارتجالا ولم يقتصر إعجاز القرآن على بلاغته بل على ما حواه من حكم وأخلاق ودين وتشريع وعلوم عقلية وأخبار عن الأمم الماضية
وقد اعترف كثير من أهل الفصاحة والبلاغة بأن القرآن ليس من كلام البشر ولا يقدر أحد على معارضته
ومنهم عتبة بن ربيعة فإنه لما سمع القرآن من رسول الله رجع إلى قريش وقال " والله لقد سمعت ما سمعت بمثله قط . والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة . فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ "
ومنهم الوليد بن المغيرة وكان المقدم في قريش بلاغة وفصاحة فإنه لما قرأ عليه رسول الله { إن الله يأمر بالعدل والإحسان و ايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى . يعظكم لعلكم تذكرون } قال له أعيده فأعاد ذلك فقال " والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه " فقالت قريش قد سبأ الوليد والله لتصبأن قريش كلها
أما أنيس أخو أبي ذر ناقض اثني عشر شاعرا في الجاهلية فإنه رجع بعدما سمع القرآن من رسول الله وقال رأيت رجلا بمكة يزعم أن الله أرسله فقال له أبو ذر فما يقول الناس فيه ؟ قال يقولون شاعر . كاهن . ساحر . لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أنواع الشعر فلم يلتئم ولا يلتئم على لسان أحد وإنه لصادق وإنهم لكاذبون
وقد اسلم ضماد بن ثعلبة الأسدي عندما سمع رسول الله يقول :
( الحمد لله نحمد ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له )
وأسلم عمر بن الخطاب الذي كان من أشد الناس على رسول الله بعد أن قرأ القرآن في بيت أخته فاطمة بنت الخطاب . وقد تقدم قصته
وأسلم كذلك الطفيل بن عمرو الدوسي وهو شاعر مشهور بعد أن تلا عليه رسول الله آيات من القرآن وقال " والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه " وقد أوردنا قصة إسلامه فلتراجع في موضعها
ولما كانت العرب أهل الفصاحة والبلاغة فقد كان المنصفون منهم يسلمون عند سماعهم القرآن من غير معارضة ولا مكابرة لأن الحق أحق أن يتبع . أما الذي في قلوبهم مرض فقد كانوا يبذلون كل جهد لمنع الناس من سماع رسول الله يتلو القرآن خشية أن يؤثر فيهم ويسلموا
وحكى أبو عبيدة أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ { فاصدع بما تؤمر } فسجد وقال " سجدت لفصاحة هذا الكلام " وسمع أعرابي أخر رجلا يقرأ { فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا } فقال أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام . هذا ومعجزة القرآن باقية ما بقيت الدنيا وسائر معجزات الأنبياء ذهبت للحين ولم يشاهدها إلا الحاضرون
وقد حاول بعضهم معارضة القرآن فجاء كلامه سخيفا مضحكا
فمن ذلك قول مسيلمة الكذاب وهو عربي صميم " يا ضفدع كم تنقين . أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الماء تدركين ولا الشرب تمنعين "
ولما سمع قوله تعالى { والنازعات غرقا } قال " والزارعات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والحافرات حفرا والثاردات ثردا واللاقمات لقما . لقد فضلت على أهل الوبر وما سبقكم أهل المضر . الخ "
ومن كلامه " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى . أخرج من بطنها نسمة تسعى من بين شراسيف وأحشا "
وقال بعضهم " الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفر طويل وإن ذلك من خلق ربنا لقليل " وهذا كلام لا طعم له ولا حلاوة فيه . خال من المعنى يمجه كل ذوق ولا يتمالك قارئه من الضحك
وقد أراد بعضهم معارضة سورة الإخلاص فأخفق واعترته رقة القلب فتاب
وحاول ابن المقفع المعارضة فلم يستطع واعترف بإعجاز القرآن
وقد ورد في القرآن الإخبار بالمغيبات مما سبق ومما كان في وقت نزوله ومما سيقع بعد ذلك
كقوله تعالى { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء اللهث آمنين }
وقوله تعالى { غلبت الروم في أدنى الأرض وخم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين }
وقال تعالى { ليظهره على الدين كله }
وقوله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
وقوله { سيهزم الجمع ويولون الدبر }
وقوله { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } الآية
وقوله { إذا جاء نصر الله والفتح } إلى آخرها
وقوله تعالى { والله يعصمك من الناس } فلما نزلت هذه الآية منع رسول الله أصحابه من حراسته
وإني أنتهز هذه الفرصة فأنشر إلى العالم الإسلامي رأي عالم انجليزي في رسول الله وهو مستر بورسورث سميت مؤلف كتاب محمد والإسلام ( 1 ) آملا أن يتدبره القارئ بإمعان مع العلم أنه رجل مسيحي ولكنه منصف أبت عليه نفسه إلا تقرير الحقيقة بغض النظر عن أي اعتبار آخر . قال ما ترجمته :
إن المعجزة الخالدة التي ادعاها هي القرآن . والحقيقة أنها لكذلك . وإذا قدرنا ظروف العصر الذي عاش فيه واحترام أتباعه له احتراما لا حد له ووازناه بآباء الكنيسة أو بقديسي القرون الوسطى لتبين لنا أن أعظم مما هو معجز في محمد
رسول الله " أنه لم يدع القدرة على الإتيان بالمعجزات . وما قال شيئا إلا فعله وشاهده منه في الحال أتباعه . ولم ينسب إليه الصحابة معجزات لم يأتها أو أنكر صدورها منه . فأي برهان على إخلاصه أقطع من ذلك ؟
وقد كان محمد يدعي إلى آخر حياته كما ادعى من مبدأ أمره أنه رسول الله حقا . وإني أعتقد أن الفلسفة العالية والمسيحية الصادقة ستعترف له بذلك يوما من الأيام "
_________
( 1 ) Mr . رضي الله عنosworth Smith . Mohammed and Mohammedanism


انشقاق القمر


- ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر . وقد نطق به القرآن . قال تعالى { اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر }
وروى أحاديثه أهل السنن كالبخاري ومسلم والإمام أحمد والبيهقي
وبقية أهل السنن رووا ذلك عن جمع من الصحابة منهم علي وابن مسعود وابن عمر وجبير بن مطعم وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وحذيفة بن اليمان وغيرهم . ورواه عنهم جمع عن جمع حتى بلغ مبلغ التواتر
وكان انشقاق القمر قبل الهجرة بخمس سنين . وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر شقتين حتى رأو حراء بينهما فلما رأى الكفار ذلك قالوا سحرنا محمد . ثم قالوا انظروا ما يأتيكم به السفار فجاء السفار من كل وجه فأخبروهم بذلك
قال الشيخ حمزة فتح الله رحمه الله في كتابه باكورة الكلام في حقوق النساء في الإسلام :
ومن ذلك يعلم أنه لا محذور في انشقاق القمر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن تأويل آيته بوضع المستقبل موضع الماضي لتحققه لا داعي إليه فضلا عن كونه خلاف الصحيح
وقد ذكرت الجرائد الأجنبية مقالة عربتها جريدة الإنسان العربية التي كانت تطبع بالأستانة العلية حاصلها أنه في ممالك الصين على بناء قديم مكتوب عليه إنه بني عام كذا الذي وقع فيه حادث سماوي عظيم وهو انشقاق القمر نصفين فحرر الحساب فوافق سنة انشقاقه لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم اه


نبع الماء من بين الأصابع


روى حديث نبع الماء من بين أصابعه جماعة من الصحابة منهم أنس وجابر وابن مسعود وحدث ذلك يوم الحديبية وفي غزوة بواط أمام الجموع الكثيرة ولم ينكر هذا الحديث أحد من الصحابة


تكثير الطعام


ومن معجزاته تكثير الطعام ببركته ودعائه وقد حدث ذلك مرارا


حنين الجذع


كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مسقوفا على جذوع نخل فكان رسول الله إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر سمع لذلك الجذع صوت كصوت العشار
وحديث الجذع مشهور رواه من الصحابة بضعة عشر منهم أبي بن كعب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وسهل بن سعيد وأبو سعيد الخدري وبريرة وأم سلمة والمطلب بن أبي وداعة . كلهم حدث بمعنى هذا الحديث


إبراء المرضى وذوي العاهات


وقد ذكرنا أنه رد عين قتادة وتفل في عين علي يوم خيبر وكان رمدا فأصبح بارئا


[ غيرها من المعجزات ]


الإسراء والمعراج
نسج العنكبوت في الغار . وما وقع لسراقة
ودعاؤه لعبد الرحمن بن عوف بالبركة فصار أغنى العرب
ودعاؤه لثعلبة بالغنى
ودعا لمعاوية بالتمكين في البلاد فنال الخلافة
ولسعد بن أبي وقاص أن يجيب الله دعوته فما دعا على أحد إلا استجاب له
وقال للنابغة لا يفضض الله فاك فما سقطت له سن وعاش 120 سنة
وتسبيح الحصا في يده . هذا قليل من كثير من معجزاته صلى الله عليه وسلم



0 commentaires:

إرسال تعليق