س16: لو ذكرتم لنا نماذج من تفسير شيوخ الشيعة لآيات الكتاب العزيز؟


ج: نعم: فالقرآن يُفسِّرونه بالأئمة!! فقالوا في قوله تعالى: ((فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [التغابن:8]. (قال أبو جعفر ع: النور والله نور الأئمة من آل محمد ص إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات والأرض)([1]).

وكذلك النور: يُفسِّرون بالأئمة؟!.
قال أبو عبد الله رضي الله عنه في قوله عز وجل: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)) فاطمة ع ((فِيهَا مِصْبَاحٌ)) أي: الحسنُ ((الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ)) الحسين ((الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)) فاطمة كوكبٌ دري بين نساء أهل الدنيا ((يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)) ع ((زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ)) لا يهودية ولا نصرانية ((يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ)) يكاد العلم ينفجر بها ((وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ)) إمام منها بعد إمام ((يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)) يهدي الله للأئمة من يشاء ((وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ))([2]).
ويُفسِّرون الآيات التي تنهى عن الشرك، بالشرك في ولاية على رضي الله عنه أو الكفر بولايته!!
رووا عن الباقر -رحمه الله- في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ)) قال: (لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليه السلام: ((لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الزمر:65].
وقالوا: قال أبو جعفر في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)) يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي ع، وأما قوله: ((وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) يعني لمن والى علياً ع([3]).
ويُفسِّرون الآيات التي تأمر بعبادة الله وحده واجتناب الطاغوت: بولاية الأئمة والبراءة من أعدائهم؟!
رووا أن أبا جعفر -رحمه الله- قال -وحاشاه-: (ما بعث الله نبيّاً قطّ إلا بولايتنا والبراءة من عدوِّنا، وذلك قول الله في كتابه: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ)) [النحل:36]. بتكذيب آل محمد ع)([4]).
وأن أبا عبد الله قال: ((وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ)) قال: يعني بذلك: لا تتخذوا إمامين اثنين ((إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ)) إمام واحدٌ ((فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)) [النحل:51]([5]).
ويُفسِّرون الآيات الواردة في الكفار والمنافقين: بأكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟ رووا أنّ أبا عبد الله قال في قوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ)) [فصلت:29] (هما، ثمّ قال: وكان فلان شيطاناً).
قال علاّمتهم المجلسي: (هما أبو بكر وعمر، والفلان الشيطان، يحتمل أن يكون عمر؛ لأنه شرك شيطان لكونه ولد زنا؛ أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان، ويحتمل أن يكون أبا بكر)([6]).
ورووا أن أبا عبد الله قال في قول الله تعالى: ((يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ)) [النساء:51]. أبو بكر وعمر([7]).


([1]) الكافي (1/194)، وتأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، (ص:671)، للأستر آبادي، ت(940).
([2]) الكافي (1/695).
([3]) تفسير الصافي (1/361،156)، تفسير نور الثقلين (1/488،151)، (3/317)، (40/498)، تفسير العياشي (1/245،72)، (2/353)، تفسير البرهان (1/375،172)، (2/497)، بحار الأنوار (81/349).
([4]) تفسير العياشي (2/258)، البرهان (2/368)، الصافي (1/923)، تفسير نور الثقلين (3/53-60).
([5]) تفسير العياشي (2/258)، البرهان (2/368)، (2/373)، الصافي (1/923)، نور الثقلين (3/53).
([6]) فروع الكافي الذي بهامش مرآة العقول (4/416).
([7]) تفسير العياشي (1/246،102)، البرهان (1/377،208)، الصافي (1/208)، بحار الأنوار: (3/378)، بشارة المصطفى، (ص:193)، بصائر الدرجات، (ص:34)، الوافي (1/314)، لمحمد بن مرتضى الكاشاني، المتوفى (1091هـ). 

0 commentaires:

إرسال تعليق