س93: هل يوجد بين شيوخ الشيعة اختلافٌ في عدد الأئمة؟


ج: نعم، فقد جاء في روايات الكافي كما تقدَّم: (أنَّ علياً عليه السلام يُسرُّ بالولاية إلى من شاء).
وقال المازندراني شارح الكافي: (إلى من شاء من الأئمة المعصومين)([1]).

فلم تحدَّد هذه الرواية العدد، ولا الأشخاص، فكأنَّ الأمر غير مستقرّ في تلك التي وُضع فيها هذا الخبر؟
ثم تطوَّر الأمر عند شيوخ الشيعة:
فوُجدت روايات تجعل الأئمة سبعة، وتقول: (سابعنا قائمنا)([2])، وهذا ما استقرّ عليه الأمر عند الإسماعيلية.
ولكنْ لما زاد عدد الأئمة أكثر عند الموسوية أو القطعية، والتي سُمّيت بالإثني عشرية، صار هذا النص الآنف الذكر، مبعث شك في عقيدة الإمامة لدى أتباع هذه الطائفة، وحاول مؤسسو المذهب الشيعي التخلُّص منه، ونفي شك الأتباع بإصدار الرواية التالية:
عن داود الرقي قال: (قلتُ لأبي الحسن الرضا ع: جُعلتُ فداك، إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شيءٌ، إلاّ حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ع قال لي: وما هو، قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء الله، قال: صدقتَ وصدقَ ذريح وصدقَ أبو جعفر ع، فازددتُ والله شكّاً، ثم قال: يا داود بن أبي خالد، أما والله لولا أنّ موسى قال للعالم: ستجدني إن شاء الله صابراً ما سأله عن شيء، وكذلك أبو جعفر ع لولا أن قال: إن شاء الله، لكن كما قال: قال فقطعتُ عليه)([3]).
فجعل شيوخهم هذا من باب البداء وتغيُّر المشيئة لله تعالى، كما سوف يأتي إن شاء الله مفصَّلاً.
ثم تطوَّر الأمر عند شيوخ الشيعة: فوجدت روايات في الكافي تقول بأنَّ الأئمة عددهم ثلاثة عشر!!؟
فقد روى الكليني([4])، عن أبي جعفر ع، قال: (قال رسول الله ص: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا عليُّ زرُّ الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي، ساخت الأرضُ بأهلها، ولم ينظروا).
فهذا النصُّ أفاد أن أئمتهم بدون الإمام علي رضي الله عنه اثنا عشر، ومع الإمام علي رضي الله عنه يُصبحون ثلاثة عشرة، وهذا والله ينسفُ بنيان الشيعة كلّه!!.
وعن أبي جعفر عن جابر قال: (دخلتُ على فاطمة ع، وبين يديها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياء من ولدها؛ فعددتُ اثني عشر، آخرهم القائم)([5]).
ويكفي في بيان ضلالهم بأن أختم بهذه الرواية: روى شيخهم فرات الكوفي بسنده إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين قال: (إنما المعصومون منّا خمسة، لا والله ما لهم سادس)([6]).
يا أتباع المذهب الشيعي: هل تعلمون كم يعتقد علماؤكم من مهدي لديهم؟ إن من غرائب الاعتقادات التي يعتقدها علماؤكم، أنهم يقولون: إنّ بعد قائمكم اثني عشر مهدياً آخر!!.
رووا عن جعفر عن آبائه عن علي ع أنه قال: قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته: (يا أبا الحسن: أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله وصيّته -وفيها- فقال: (يا علي: إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت أولُ الإثني عشر إماماً.. -وساق الحديث إلى أن قال-: وليُسلمها الحسن - يعني الإمام العكسري - إلى إبنه محمد المستحفظ من آل محمد صلى الله عليه وعليهم، فتلك إثنا عشر إماماً، ثمّ يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذ حضرته الوفاة، فليُسلمها إلى إبنه أول المهديين، له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي، وإسم أبي وهو عبد الله، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين)([7]).
وروى الطوسي: أنهم أحد عشر، كما حكى عن أبي حمزة عن جعفر أنه قال: (يا أبا حمزة: إنّ منّا بعد القائم أحد عشر مهدياً)([8]).


([1]) شرح جامع للمازندراني (9/123).
([2]) رجال الكشي، (ص:373)، وبحار الأنوار (48/260).
([3]) رجال الكشي، (ص:373-374)، لأبي عمرو محمد بن عمر الكشي، المتوفى سنة (350هـ).
([4]) الكافي (1/534).
([5]) أصول الكافي (1/532).
([6]) تفسير فرات لفرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، (ص:123).
([7]) بحار الأنوار (13/137).
([8]) كتاب الغيبة للحجة، (ص:285)، لأبي جعفر الطوسي المعروف بشيخ الطائفة، المتوفى سنة (460هـ). 

0 commentaires:

إرسال تعليق