- 94 - سرية مؤتة الى ما قبل فتح مكة


سرية مؤتة

- مؤتة من عمل البلقاء وهي مدينة معروفة بالشام على مرحلتين من بيت المقدس شرق البحر الميت وكانت في جمادى الأولى سنة ثمان ( سبتمبر سنة 629 م )
وقد سمى البخاري هذه السرية غزوة وإن لم يخرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة جيش المسلمين فيها

وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرسل الحارث بن عمير الأسدي بكتاب إلى أمير بصرى من جهة هرقل وهو الحارث بن أبي شمر الغساني فلما نززل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فأوثقه وضرب ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره
هذا هو السبب الذي ذكره أغلب المؤرخين إلا أن ابن اسحاق لم يذكر سببا لهذه السرية وهذه أول سرية حارب فيها المسلمون جيشا مسيحيا
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه على ثلاثة آلاف وندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال أن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس فإن أصيب فليرتض المسلمون رجلا من بينهم يجعلونه عليهم أميرا
وكان ممن حضر يهودى اسمه النعمان فقال يا محمد إن كنت سميت من سميت أصيبوا جميعا لأن أنبياء بني اسرائيل كانوا إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان فلو سموا مئة أصيبوا جميعا . ثم جعل يقول لزيد أعهد أي أوص فإنك لا ترجع إلى محمد إن كان نبيا . قال زيد أشهد أنه رسول صادق بار وعقد لهم صلى الله عليه وسلم لواء أبيض ودفعه إلى زيد وأوصاه أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام فإن أجابوا وإلا فاستعينوا عليهم وقاتلوهم فأسرع الناس بالخروج وعسكروا بالجرف ( 1 ) وقال : أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا . اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله . لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء "
فلما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم وقام شرحبيل بن عمرو الغساني فجمع أكثر من مائة ألف من الروم وضم إليهم القبائل القريبة الموالية فلما نزل المسلمون معان من أرض الشام بلغهم أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء فأقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقال نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما يأمرنا بأمر فنمضي له فشجع الناس عبد الله بن رواحة على المضي فقال " إن التي تكرهون للتي خرجتم لها إياها تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة ولا قوة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فربما فعل وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلتين " فقال الناس لقد صدق ابن رواحة
فمضوا إلى مؤتة ووافاهم المشركون فجاء منهم من لا قبل لأحد به من العدد الكثير الزائد على مائتي ألف والسلاح والخيل وآلات الحرب فقاتل الأمراء الثلاثة يومئذ على أرجلهم فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل المسلمون معه بشجاعة على صفوفهم حتى قتل طعنا بالرماح ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب رضي الله عته فقاتل به وهو على فرسه فألجمه القتال وأحاط به فنزل عن فرس له شقراء فعقرها وقاتل قتالا شديدا فقطعت يمينه فأخذ بيساره فقطعت يساره فاحتضنه وقاتل حتى قتل ووجد فيه بضع وسبعون جرحا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وتقدم به وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم نزل عن فرسه وقاتل حتى قتل ( 2 )
روى سعيد بن منصور أنهم دفنوا يومئذ زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم في قبر واحد
ثم أخذ اللواء ثابت بن أقرم العجلاني البلوي حليف الأنصار وكان من أهل بدر فقال يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم . قالوا أنت . قال ما أنا بفاعل فاصطلحوا على خالد بن الوليد وفي الصحيح حتى أخذ الراية " سيف من سيوف الله " فقاتلهم خالد بن الوليد قتالا شديدا وكان لم يمض على إسلامه إلا ثلاثة أشهر تقريبا وقد تفرق المسلمون لما قتل عبد الله بن رواحة وانهزموا حتى لم يرإثنان جميعا فاستطاع خالد بن الوليد بعد أن أخذ اللواء وتولى القيادة أن يجمع شملهم وجعل مقدمته ساقة وميمنته ميسرة فظن العدو أن المدد جاءهم . قال ابن اسحاق فلما أخذ الراية ( خالد ) دافع القوم وخاس بهم ثم انحاز وانحيز عنه حتى انصرف . وسمي ابن اسحاق اثني عشر قتيلا من المسلمين في هذه الغزوة ولا نعلم عدد قتلى العدو
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما حدث في ساحة القتال قبل رجوع الجيش إلى المدينة ونادى في الناس الصلاة جامعة ثم صعد المنبر وعيناه تذرفان وقال :
يأيها الناس باب خير . باب خير . باب خير . أخبركم عن جيشكم هذا الغازي أنهم انطلقوا فلقوا العدو . فقتل زيد شهيدا فاستغفروا له . ثم أخذ الراية جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا فاستغفروا له . ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وأثثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفروا له . ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء وهو أمير نفسه ولكنه سيف من سيوف الله فآب بنصره
فمن يومئذ سمي خالد " سيف الله "
قال بعضهم كون ما وقع يوم مؤتة فتحا ونصرا واضح لاحاطة العدو بهم وتكاثرهم عليهم لأنهم كانوا أكثر من مائتي ألف والصحابة رضي الله عنهم ثلاثة آلاف وكان مقتضى العادة أن يقتلون بالكلية
وفي هذه الغزوة فرت طائفة من الصحابة إلى المدينة لما عاينوا كثرة جموع الروم فصار أهل المدينة يقولون لهم " أنتم الفرارون " ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " بل هم الكرارون "
وأول من جاء بخبر الجيش يعلى بن أمية رضي الله عنه فلما قدم قال له النبي صلى الله عليه وسلم " إن شئت فأخبرني وإن شئت أخبرتك " . قال فأخبرني يا رسول الله لأزداد يقينا فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر كله ووصف له ما كان فقال " والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا وإن أمرهم لما ذكرت " . لكن مستر " موير " اعتبر تلك الرواية التي ذكر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما حدث في ساحة القتال قبل أن يصله الخبر خرافة لأن الخبر كان قد وصل رسول الله من أول رسول أرسله خالد بن الوليد إلى المدينة وعلى ذلك فليست هناك معجزة كما يقول المسلمون لكنه لم يعلق شيئا على معجزة رسول الله التي تنبأ فيها بإصابة زيد وجعفر وعبد الله ابن رواحة قبل أن يذهبوا إلى الحرب وقد أصيبوا جميعا بالترتيب كما ذكر . فكان حقا عليه وهو مؤرخ أن يصرح برأيه في هذه المسألة لا أن يذكرها بلا تعليق ويغمض الطرف عنها . والحقيقة أ ه لما رأى أن هذه المعجزة واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار لم يشأ أن يقرها ويعترف بها
_________
( 1 ) موضع على ثلاثة أميال من المدينة لجهة الشام
( 2 ) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر الأنصاري الخزرجي ثم من بني الحرث يكنى " أبا محمد " وقيل " أبا رواحة " وقيل " أبا عمر " وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الأطنابة من بني الحارث بن الخزرج أيضا وكان ممن شهد العقبة وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وعمرة القضاء والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الفتح وما بعده . وكان من الشعراء الذين يناضلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن شعره في النبي صلى الله عليه وسلم :
إني تفرست فيك الخير نافلة ... الله يعلم أني ثابت البصر
أنت الرسول فمن يحرم نوافله ... والوجه منه فقد أزرى به القدر


مواساة رسول الله صلى الله عليه وسلم لآل جعفر


- عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها زوج جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه . قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أصيب جعفر وأصحابه فقال أئتني ببني جعفر فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه وفي رواية وبكى حتى نقطت لحيته الشريفة فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال نعم أصيبوا هذا اليوم . قالت فقمت أصيح واجتمع علي النساء وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي خدا وقال " اللهم قدمه إلى أحسن الثواب واخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته "
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال : لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم . وقيل أنه دخل على فاطمة وهي تقول : واعماه فقال على مثل جعفر فلتبك البواكي . ثم قال صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم . وهذا الطعام الذي جعل لآل جعفر رضي الله عنه هو أصل طعام التعزية وتسميه العرب " الوضيمة "
ولحسان بن ثابت قصيدة في رثاء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه


إسلام فروة بن عامر الجذامي


- كان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب بمعان فأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بغلته البيضاء وبعث إليه رسالة بإسلامه مع رسول فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماء لهم يقال له عفرى بفلسطين قال :
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها ... على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل
قال ابن اسحاق زعم الزهري أنهم لما قدموا ليقتلوه قال :
بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي وبناني
وقال مسيو برسيفال M . رحمه الله . de Parceval أن الصلب وقع بعد غزوة مؤتة عقابا له على ذنبه . والراجح أن ذلك كان بعد فتح مكة سنة تسع وهي سنة الوفود ودخول العرب في دين الله أفواجا


سرية عمرو بن العاص أو سرية ذات السلاسل ( 1 )


- كانت غزوة مؤتة في جمادى الأولى وقد تولى القيادة فيها خالد بن الوليد بعد أن قتل الأمراء الثلاثة الذين تقدم ذكرهم وكان قد أسلم حديثا مع عمرو بن العاص . فأظهر كفاءة حربية أمام جيش الروم العظيم وتمكن من جمع شمل الصحابة بع أن تفرقوا وعاد فريق منهم إلى المدينة فرجع خالد سالما ولم يتحمل المسلمون إلا خسارة قليلة
وفي جمادى الثانية أي بعد شهر ( اكتوبر سنة 629 م ) جاء دور عمرو بن العاص فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلاد بلى ( 2 ) وعذرة سنة ( 300 ) من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ( 30 ) فرسا
وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن جمعا من قضاعة تجمعوا للإغارة على المسلمين وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة
وسميت هذه السرية " ذات السلاسل " لأن الأعداء ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا وقيل سميت بذلك لأن بها ماء يقال له السمسل
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني أن آخذ ثيابي وسلاحي فقال يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك . قلت لم أسلم رغبة في المال . قال " نعم المال الصالح للرجل الصالح " فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء فسار هو ومن معه وكان يكمن النهار ويسير الليل فلما قرب منهم بلغه أن له جمعا كثيرا فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده . فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه ( 200 ) من سراة المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعا ولا يختلفا . فأراد عبيدة أن يؤم الناس . فقال عمرو إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير . فقال أبو عبيدة لا ولكن على ما أنا عليه وأنت علي ما أنت عليه . وكان أبو عبيدة رجلا سهلا هينا عليه أمر الدنيا . فقال يا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي لا تختلفا وإنك إن ععصيتني أطعتك فأطاع له أبو عبيدة فكان عمرو ويصلي بالناس وسار حتى وصل إلى العدو فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفقوا مذعورين بعد أن اقتتلوا ساعة فهزمهم المسلمون ولم يغنموا شيئا
أما البلاذري فيقول إن المسلمين غنموا
وأرسل عمرو بن العاص نفسه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعثه على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلة له عنده . قال عمرو فأتيته صلى الله عليه وسلم حتى قعدت بين يديه فقلت يا رسول الله : أي الناس أحب إليك " قال عائشة . قلت إني لست أعني النساء إ ما أعني الرجال . قال أبوها . قلت ثم من . قال عمر بن الخطاب . فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم وقلت في نفسي لا أعود أسأله عن هذا
_________
( 1 ) هي وراء وادي القرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان وبينها وبين المدينة عشرة أيام
( 2 ) بلاد بلى وعذرة هي وراء ذات القرى بينها وبين المدينة عشرة أيام . وبلى قبيلة كبيرة ينسبون إلى بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . وكذا عذرة ينسبون إلى عذرة بن سعد بن قضاعة


سرية أبي عبيدة بن الجراح


سمى البخاري هذه السرية بغزوة " سيف البحر ( 1 ) " بكسر السين واشتهرت " بسرية الخبط "
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رجب سنة ثمان ( نوفمبر سنة 629 م ) أبا عبيدة بن الجراح على رأس ثلاثمائة رجل . وكان فيهم عمر بن الخطاب إلى أرض جهينة ليلقى عيرا لقريش ولمحاربة حي من جهينة فنفد ما كان معهم من الزاد فأكلوا الخبط وهو ورق السلم وأصابهم جوع شديد . قال أهل السير ثم أخرج الله لهم دابة من البحر تسمى العنبر وهس سمكة كبيرة فأكلوا منها
وفي شعبان سنة ثمان ( ديسمبر سنة 629 م ) ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة رضي اللع عنه إلى نجد ومعه خمسة عشر رجلا وأمره أن يشن الغارة على غطفان بأرض محارب فقاتلهم وسبى سبيا كثيرا واستاق النعم . وفي أول شهر رمضان من هذه السنة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة أيضا إلى إضم على ثلاثة برد من المدينة في ثمانية رجال ليوهم قريشا أنه توجه إلى تلك الناحية بعد أن نقضت قريش العهد حتى يفاجئهم على غير استعداد منهم لحربه . خرج أبو قتادة ومن معه فلقوا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم عليهم بتحية الإسلام فقتله محلم بن جثامة ( واسمه يزيد بن قيس ) لشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتاعه . فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه الخبر نزل فيهم القرآن { يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } الآية
والإختلاف في المراد بهذه الآية كثير جدا . قيل نزلت في المقداد . وقيل في أسامة . وقيل في محلم . وقيل في غالب الليثي
ثم أن أبا قتادة ومن معه لم يلقوا جمعا وبلغهم أنه صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة وتوجه إلى مكة فلحقوه بالسقيا فأخبروه الخبر . فسأله محلم أن يستغفر له . فقال " لا غفر الله لك " زجرا كيلا يتهاون الناس بقتل النفس الخبر . فقام محلم وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت له سابعة من الليالي حتى مات . وذكر الطبري أن محلم بن جثامة توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فدفنوه فلفظته الأرض مرة بعد أخرى فأمر به فألقي بين جبلين وجعل عليه حجارة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم آية في قتل المؤمن "
_________
( 1 ) ساحل البحر

0 commentaires:

إرسال تعليق