س99: لو ذكرتم عقيدة الأئمة في أبي بكر رضي الله عنه باختصار؟


ج: لقد كان علي رضي الله عنه يُصلّي الصلوات الخمس خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه راضياً بإمامته)([1]).
قال شيخهم الطوسي: (فذاك مسلّم؛ لأنه الظاهر)([2]).

وتواتر عن علي رضي الله عنه قوله: (خيرُ هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر وعمر)([3]).
وقوله: (لا أُوتي برجل يُفضلّني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته حدَّ المفتري)([4]). ولما سُئل رضي الله عنه عن سبب بيعته لأبي بكر رضي الله عنه بالخلافة قال: (لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه)([5]).
وقال لما قيل له: (ألا توصي، قال ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُوصي ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيّهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم)([6]).
وقال رضي الله عنه: (حبيباي وعمّاك أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هُدي إلى صراط مستقيم)([7]).
وقَدِمَ نفرٌ من العراق على علي بن الحسين، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: (ألا تُخبروني، أنتم المهاجرين الأولون ((أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) قالوا: لا! قال: أنتم ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:8-9]. قالوا: لا! قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهدُ أنكم لستم من الذين قال الله تعالى فيهم ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10]. أخرجوا عني، فعل الله بكم)([8]).
وذكر أبو عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمّى أبا بكر رضي الله عنه بالصدّيق([9]).
وسُئل أبو جعفر الباقر عن حلية السيف فقال: (لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصدِّيق سيفه، قال: قلتُ: تقول الصدِّيق، قال: نعم الصدِّيق! نعم الصديق! نعم الصدِّيق! فمن لم يقل له الصدِّيق، فلا صدق الله له قولاً في الدنيا وفي الآخرة)([10]).
و(حضر أنُاس من رؤساء الكوفة وأشرافها والذين بايعوا زيداً، فقالوا له: رحمك الله ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال رضي الله عنه: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحداً غيرنا، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله، فلما سمع منه أهل الكوفة هذه المقالة رفضوه، ومالوا إلى أخيه الباقر، فقال زيد رضي الله عنه: رفضونا اليوم؛ ولذلك سمّوا هذه الجماعة بالرافضة)([11]).
وروى عنه شيخهم نشوان الحميري أنهم لما قالوا له: (إن برئتَ منهما وإلا رفضناك فقال: الله أكبر، حدثنّي أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي ع: إنه سيكون قوم يدّعون حُبّنا، لهم نبْزٌ يعرفون به، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون، اذهبوا فأنتم الرافضة)([12]).


([1]) الاحتجاج، (ص:53)، للطبرسي، والسقيفة، (ص:203)، المعروف بكتاب سليم بن قيس، ومرآة العقول للمجلسي، (ص:388).
([2]) تلخيص الشافي، (ص:354) للطوسي.
([3]) الصوارم المهرقة، (ص:25)، للشوشتري التستري.
([4]) العيون والمحاسن للمجلسي (2/112-123).
([5]) شرح نهج البلاغة (1/130)، (2/45)، (6/40)، وانظر: الاحتجاج للطبرسي، (ص:50).
([6]) الشافي في الإمام، (ص:171)، العلم الهدى المرتضى علي بن الحسين.
([7]) تلخيص الشافي للطوسي (2/428) ط، النجف، والصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم للبياضي (3/149).
([8]) كشف الغمة في معرفة الأئمة (2/78)، لعلي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، المتوفى سنة (693)، والصوارم المهرقة، (ص:249)، للقاضي نور الله الشوشتري التستري سنة (1019هـ).
([9]) تفسير البرهان للبحراني (2/125).
([10]) الصوارم المهرقة، (ص:235).
([11]) ناسخ التواريخ (2/590)، تحت عنوان: أحوال الإمام زين العابدين ع، للمرزا تقي خان سيبهر.
([12]) الحوار العين للحميري، (ص:185).

0 commentaires:

إرسال تعليق