ثامناً: حفظ التوراة ( الأسفار الخمسة ) وضياعها



ثامناً: حفظ التوراة ( الأسفار الخمسة ) وضياعها


- تلقى موسى من الله وهو على جبل الطور لوحين من الحجارة كتبهما الله لبني إسرائيل تذكاراً " وقال الرب لموسى اصعد إلى الجبل، وكن هناك فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم" ( الخروج 24/12) وقد كتب في اللوحين الوصايا العشر ( انظر خروج 20/1 - 17 ) و( التثنية 5/5 - 23 ) .
- أمر موسى بوضع اللوحين في تابوت العهد ( انظر : الخروج 25/16 ، 21 )

- وكتب موسى التوراة بيده ثم أمر أن توضع بين لوحي الحجر (انظر التثنية 31/24 - 26)، وقد أوصى موسى بني إسرائيل بأن تقرأ على جميع بين إسرائيل كل سبع سنوات " وفي نهاية السبع سنين في ميعاد سنة الإبراء في المكان الذي تختاره تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم " ( التثنية 31/9 - 11 ).
وقال للاويين: " خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب عهد الرب إلهكم، ليكون هناك شاهداً عليكم، لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ، هوذا وأنا بعد حتى معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب، فكيف بالحري بعد موتي .. لأني عارف بعد موتي تفسدون وتزيغون " ( التثنية 31/24 - 30 ) .
- أعاد يشوع كتابة التوراة فكتبها على أحجار المذبح بحروف واضحة " كتب هناك على الحجارة نسخة توارة موسى .. وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر التوراة ، ولم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأ يشوع قدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم " ( يشوع 8/30 35 ) .
ومما سبق علمنا أن التوراة كتبها موسى وأمر بوضعها في تابوت عهد الرب بين لوحي الحجر، وأمر أن تقرأ على بني إسرائيل كل سبع سنين.

ضياع التوراة ( الأسفار الخمسة ) :
بدأ ضياع التوراة كما تحدث سفر ( صموئيل (1) 4/11 ) عند فقدهم للتابوت في معركة مع الفلسطينيين ، ثم عاد إليهم بعد بناء الهيكل زمن سليمان ، ولما فتحوا التابوت " لم يكن في التابوت إلا لوحا الحجر اللذان وضعهما موسى " ( ملوك (1) 8/9 )
كما تعرض بيت المقدس لغزو عام 945 ق . م من قبل شيشق ملك مصر ، وكان هذا الغزو كفيلاً بفقد كل ما في الهيكل من التوراة " وفي السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم وأخذ خزائن بيت الرب ، وخزائن بيت الملك ، وأخذ كل شيء " ( ملوك (1) 14/25 - 26 ).
ثم فقدت التوراة سنين طويلة ، ولم توجد لها باقية ، إذ عاد بنو إسرائيل إلى الوثنية ، ولم يعد للتوراة ذكر .
ثم في عام 622 ق . م ، وبعد ثمان عشرة سنة من حكم الملك يوشيا أراد أن يعيد بني إسرائيل إلى التوراة المفقودة فادعى الكاهن حلقيا أنه وجد سفر الشريعة وقال " قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب .. فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه " ( ملوك (2) 23/2 )
ولم تبين النصوص ما الذي وجده حلقيا بعد هذه السنين ؟ هل وجد لوحي الحجر أم ما كتبه موسى ، أم أن المقصود بسفر الشريعة هو سفر التثنية أو سفر اللاويين ؟
وفي عام 605 ق . م تسلط بختنصر على بيت المقدس فنهب وسلب وأحرق وسبا عشرة آلاف منها (انظر ملوك (2) 24/11 - 15 ).
ثم في عام 586 ق . م عاد بختنصر إلى أورشليم " وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم ، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار " ( ملوك (2) 25/9 ).
وهنا فقدت توراة حلقيا كما يشهد بذلك علماء أهل الكتاب، يقول كليمني اسكندريانوس: "إن الكتب السماوية ضاعت، فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى " .
ويقول تهيو فلكت: " إن الكتب المقدسة انعدمت رأساً ، فأوجدها عزرا مرة أخرى بالإلهام " .
ومما يدل على أن عزرا هو الكاتب ما جاء في سفر عزرا، وفيه : " عزرا هذا صعد من بابل ، وهو كاتب ماهر في شريعة موسى التي أعطاها الرب إله إسرائيل ... لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب ، والعمل بها ، وليعلم إسرائيل فريضة وقضاء ...... عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء (عزرا 7/5 - 10) ، وقد سمى النبي نحميا عزرا بالكاتب في مرات عديدة من سفره.
والمتأمل في النص السابق يلحظ ما يدفع قول القائلين بنبوة عزرا وإلهاميته، حيث سماه الكاهن، ولم يسمه النبي، ولو كان نبياً لما حسن تسميته بالكاهن، كما أشار إلى مهارة عزرا الشخصية، وهي أيضاً خلاف ما عهد في الأنبياء الذين يعدهم الله لحمل كتبه...

0 commentaires:

إرسال تعليق